إن تزيين مجالس أبي عبدالله (ع) من القضايا التي تعارض مدرسة هذا الإمام العظيم كما كانت دائماً هاجس العلماء الغيورين. هذا الأمر ليس مختصاً باليوم فقط بل إن علماء القرون الماضية قد تطرقوا لهذا الأمر أيضاً.
من اللائق أن ينتبه الشيعة بشكل عام والرواديد بشكل خاص في هذه الأيام ومراسم العزاء لأن يتصرفوا بطريقة لا تلوكهم فيها ألسنة النواصب وأن يقتصروا على الواجبات و المستحبات، و أن يتجنبوا استعمال المحرمات مثل الغناء-غالباً لا تخلو اللطميات منه- والأكاذيب المفتعلة و الحكايات الضعيفة المظنونة الكذب والتي تم نقلها من الكتب غير المعتبرة، بل نقلت من كتب ليس مؤلفها من المتدينين ولا من أهل العلم والحديث، وأن لا يفسحوا الطريق للشيطان للدخول في هذه العبادة الكبرى- التي هي أعطم شهائر الله؛ وأن يتجنبوا المعاصي الكثيرة التي تذهب بروح العبادة، خاصة الرياء والكذب والغناء التي أصبحت عادة شائعة وسارية وقليل هم المعصومون منها.
إن تزيين مجالس أبي عبدالله (ع) من القضايا التي تعارض مدرسة هذا الإمام العظيم كما كانت دائماً هاجس العلماء الغيورين. هذا الأمر ليس مختصاً باليوم فقط بل إن علماء القرون الماضية قد تطرقوا لهذا الأمر أيضاً. أحد علماء الشيعة الكبار الذين دخلوا ميدان معرفة أضرار العزاء هو الشيخ عباس القمي» صاحب كتاب مفاتيح الجنان. فهو يقول مخاطباً أصحاب المنابر والرواديد:
«كم هو لائق وضروري أن يقوم أصحاب المنابر الأجلّاء و رواديد سيد المظلومين الذين شمّروا عن هممهم وحملوا على عاتقهم علم تعظيم شعائر الله وبذلوا نفوسهم من أجل تنظيم هذه الشعيرة العظيمة أن ينتبهوا أن هذه العبادة مثل بقية العبادات. وأن هذا العمل يكون عبادة عندما يقام به وليس له غاية أو هدف سوى رضا الله و رضا رسول الله وأئمة الهدى (صلوات الله عليهم أجمعين) وأن يكونوا حذرين من الفساد الذي طرأ على هذا العمل العظيم كيلا يصبح عملياً-والعياذ بالله.
في هذه العبادة العظيمة من أجل تحصيل المال والجاه أو الإبتلاء بالكذب والإفتراء على الله تعالى و على الحجج الطاهرة و العلماء الأعلام، والغناء وإجبار الأطفال على الغناء بألحان الفسوق، والمجيء إلى بيوت الناس بلا إذن بل بنهي صريح والصعود إلى المنابر، و أذى الحاضرين بعدم البكاء بكلمات بليغة و نشر الباطل في وقت آل محمد(عليهم السلام)، التحريض على الفتنة، لمساعدة هؤلاء الطغاة الظالمين و غطرسة المتعصبينلاو تعصّب الفاسقين و استصغار المعاصي في العيون وخلط حديث بحديث آخر للتدليس و تفسير الآيات الشريفة بالآراء الكاسدة ونقل الاخبار بالمعاني الباطلة الفاسدة، وإصدار الفتاوي دون أهلية، سواء بحق أو من غير حق، والإنتقاص من الأنبياء العظام والأوصياء الكرام(ع) من أجل تعظيم و رفع منزلة و شأن الأئمة(ع) والإستعانة بكلام الكفرة و الحكايات المضحكة و أشعار الفجرة والفسقة في المطالب المنكرة من اجل تزيين الكلام و تصحيح أشعار الرثاء الكاذبة للتغني بها، وذكر الشبهات في قضايا أصول الدين دون شرح ارتفاعها أو امتلاك القوة لذلك و تدمير أسس دين ضعفاء المسلمين و ذكر ماهو منافي لعصمة وطهارت أهل بيت النبوة(ع) و تطويل الكلام بهدف أغراض كثيرة فاسدة وحرمان الحاضرين من أوقات فضيلة الصلاة و أمثال هذه المفاسد التي لا تعدّ و لا تحصى.»(1)
وضمن اعتراض الشيخ عباس القمي على وجود الرياء والكذب والغناء في مجالس الإمام الحسين(ع) فإنه يعتقد أن هذه المجالس يجب أن لا تكون ذريعة بيد سيئي النوايا:
« من اللائق أن ينتبه الشيعة بشكل عام والرواديد بشكل خاص في هذه الأيام ومراسم العزاء لأن يتصرفوا بطريقة لا تلوكهم فيها ألسنة النواصب وأن يقتصروا على الواجبات و المستحبات، و أن يتجنبوا استعمال المحرمات مثل الغناء-غالباً لا تخلو اللطميات منه- والأكاذيب المفتعلة و الحكايات الضعيفة المظنونة الكذب والتي تم نقلها من الكتب غير المعتبرة، بل نقلت من كتب ليس مؤلفها من المتدينين ولا من أهل العلم والحديث، وأن لا يفسحوا الطريق للشيطان للدخول في هذه العبادة الكبرى- التي هي أعطم شهائر الله؛ وأن يتجنبوا المعاصي الكثيرة التي تذهب بروح العبادة، خاصة الرياء والكذب والغناء التي أصبحت عادة شائعة وسارية وقليل هم المعصومون منها.» (2)
كما اعترض بشدة على وجود الغناء في مجالس العزاء وقال أن الشخص الذي يأخذ روحاً بتلك المصيبة ليس متألماً:
«ومن أعظم مصائب الإسلام أنه لو فقد المؤمن الغيور روحه من هول تلك المصيبة فإنه لا يلام و هي أن الناس اللاهون و أهل الهوى يذكرون أسماء أهل بيت الطهارة الذين مدحهم ربهم في القرآن بالكرامة والعظمة مثل زينب «ع» و سكينه «ع» في آلات اللهو و اللعب و يذكرونها من أجل أسماء مجموعات يجب أن تذكر و تكرر في الأغاني والمثاني والمثالث مثل ليلى و سلمى و يترنمون بذكر مصائب آل الرسول بسيرة بني أمية و بني مروان جاعلين منها سبيل عيش وتنعّم و وسيلة للغناء. وإذا تأمل شخص فسيرى أن هذا العمل قد تجاوز حد الفسق ليظهر رأس الكفر والإلحاد. نعوذ بالله من الخذلان و غلبة الهوي و مكيدة الشيطان.»(3)
المصادر:
1-عاشوراء، العزاء، التحريف، ص165- 166.
2-نفس المصدر، ص154- 155.
3-نفس المصدر، ص163- 164.