حمولة ...

حرب صفين ليست حرب شيعة و سنّة، كان هناك الكثيرين بين جنود أمير المؤمنين(ع) لا يعتقدون بالتشيّع بالمعني المأخوذ منه اليوم عن الشيعة، كذلك في جيش معاوية كان هناك الكثيرون الذين لم يكونوا سنّة بالتفسير الذي لدينا اليوم لأهل السنّة. في الواقع كانت حرب صفين حرب علي الحق و الباطل بين الخليفة وأمير المؤمنين الذي هو علي حق بعقيدة معظم المسلمين و الإمام الأول وَ وصي الرسول(ص) حسب اعتقادنا نحن الشيعة، مع أمير الشام الذي طغي ولم يكن قد بايع وخالف جماعة المسلمين.

الدكتور محمد حسين أميراردوش المعروف بكتاب «الوحدة الإسلامية من القديم حتي اليوم». كما أن آخر كتاب له في نفس هذا السياق أيضاً: «الوحدة الإسلامية، الصحوة الإسلامية، مفاهيم وتاريخ». لقد عمل علي التاريخ الإسلامي وبشكل محدد علي  العلاقات بين المذاهب الإسلامية علي طول التاريخ، حيث يعتقد أنه وعلي عكس الإعتقاد السائد فإن تاريخ علاقات أتباع المذاهب كانت تقوم علي أساس الوحدة والتوافق أكثر من التفرقة والإنقسام. كما أن معظم الحروب التي وقعت علي مرّ التاريخ بين أتباع المذاهب المختلفة تحمل في الواقع طبيعة سياسية أكثر من الدينية. فيما يلي سنتابع الحوار الذي أجريناه معه:

  

-سعادة الدكتور برأيك هل كان تاريخ العالم الإسلامي يقوم علي الوحدة أكثر أم علي الإنقسام؟

في جواب عام و برأيي فإن معظم تاريخ العالم الإسلامي كان تاريخ وحدة و انسجام لكن إذا أردنا تناول سؤالك بشكل أكثر دقة فلا بدّ أن نجد معني لتعريفنا للوحدة و الإنقسام. إذا كان قصدك من الوحدة هي أن الجميع يمتلكون مذهباً واحداً و لديهم تفسير مشترك للمفاهيم و التعاليم الإسلامية فإن مثل تلك الوحدة لم تكن موجودة ويبدو أنه لم يكن من المفترض أن توجد مثل هذه الوحدة كما أن إرادة الحق جلّ جلاله لم تتعلق بمثل تلك الوحدة : «وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ »( سورة هود، آيه 118) . إن أساس الخلق يقوم علي التنوع و الإختلافات. إذا لم نفسر الإختلاف بمعني الإختلاف في الإستنتاجات و أن لا نعطي للإختلاف معني الإنفصال و التفرّق والعداء، نعم إن فترة الإنقسام بالنسبة لطول التاريخ الإسلامي كانت فترات قليلة ولم تكن شاملة كثيراً؛ ربما كانت في وقت من الأوقات في منطقة ما و في العديد من المناطق لم تكن موجودة. لكن الإختلاف في التفاسير والإستنتاجات كان موجود دائماً، هذا الإختلاف إذا تمت مراعاة آدابه حيث كان ذلك يحدث بين الحين والآخر، فإنه لن يكون متعارضاً مع الوحدة بمعني وحدة الأمة الإسلامية أو انسجام و تآزر المذاهب الإسلامية. إن استخدام كلمة الإنقسام بدل كلمة الإختلاف هي برأيي كلمة مناسبة. هناك فرق جوهري بين الإنقسام و الإختلاف. فالإختلاف كان موجوداً حتي في عصر النبوة، لكن الفرق بين الإختلاف في عصر الرسول (ص) مع مرحلة ما بعد وفاته هو أنه مع الرجوع إلي الرسول الأكرم(ص) كان الإختلاف يزول أو الإختلاف في الرأي يزول، لكن بعد رحلة الرسول(ص) ظهر هذا الإختلاف في التفاسير بشكل طبيعي لأسباب متعددة و متنوعة  معروفة للباحثين.  لكن بعض تلك الإختلافات قد نشأت بشكل مفتعل.

-هل المقصود من الخلافات المفتعلة نفس الخلافات التي يوجدها الأعداء، بعبارة أخري هل هي نفس الإنقسام؟

في الواقع و بتقسيم كلّي لدينا نوعين من الإختلافات، هناك سلسلة من الإختلافات تنشأ بشكل طبيعي لأن الذات البشرية ليست بحيث أن البشر جميعاً يفكرون بطريقة مماثلة أو أن لديهم مستوي فهم واحد؛ كما لدينا في الأحاديث أنّ هناك صحابيان مشهوران لعليّ ومن أصحاب الشيعة أيضاً وهما سلمان و أبو ذر ليس لديهما فهم واحد للتعاليم الإسلامية، وقد جاء في الحديث أنه لو كان أبو ذر يعلم ما الذي يدور في قلب سلمان لقام بتكفيره بتعبير ما و بعبارة لكان قتله. المقصود هو أنه كان سيطرده و لكان أنكر استنتاجاته عن الإسلام. فقدرات البشر لم تكن متماثلة ولن تكون. نستنتج من هذا الحديث أن أبا ذر وسلمان لم يكن لديهما درك و فهم واحد للدين و كانا في مراتب و درجات مختلفة. فمن الطبيعي أن لا يكون لدي المسلمين فهم واحد وبناءاً علي قدراتهم و تفسيرهم لقضايا الدين كان لديهم نتائج مختلفة. إن منشأ الخلافات الطبيعية كثير و من بين ذلك أنه أثناء فترة النبوة وصلت بعض الأحكام إلي البعض لكنها لم تصل إلي البعض الآخر؛ من جهة أخري فإن تعدد ونقل الأحاديث عن الرسول(ص)، كذلك الإختلاف في مستوي فهم و قدرة المسلمين لتعاليم القرآن الكريم والرسول الأكرم(ص) و قرب أو بعد الأصحاب عن شخص الرسول(ص) و قضايا من هذا القبيل، كان من الطبيعي أن ينشأ اختلاف بين استنتاجات المسلمين. بعد ذلك عندما انطلق الإسلام من شبه الجزيرة العربية و دخلت أراضي واسعة وحضارات قديمة ثرية في نطاق الإسلام بحيث حصل نوع من تصادم الثقافات والحضارات. وفي النتيجة فإن هذا الصدام الحضاري و الثقافي والديني قد طرح أسئلة عديدة وجدّية و نتجت إجابات مختلفة وبشكل طبيعي ازداد التنوع والتعدد والإختلاف بين المسلمين. قام العديد من حديثي الإسلام إرادياً أو لاإرادياً بإدخال معتقداتهم و طقوسهم وعاداتهم إلي الأمة الاسلامية. هذه الحادثة قد أضافت أيضاً علي التنوع و الإختلافات.

أما الإختلافات المفتعلة فإنها تعود إلي حديثي الإسلام الذين لم يتعلقوا بالإسلام لأسباب عديدة و علي الرغم من أنهم مسلمون في الظاهر إلا أنهم يريدون أن ينقلوا أفكارهم و اعتقاداتهم السابقة إلي الإسلام. إن صراع الأفكار بين قسم من الذميين المتعصبين مع المسلمين بهدف تشويه أسس إيمان الفاتحين قد أدي إلي زيادة الخلافات بين الأمة الإسلامية. كل هذه العوامل جعلت من الإختلاف أمر لا يمكن تجنّبه. لكن الإنقسام أمر آخر فمن الممكن أن تكونوا من مذهب و شعب ولغة واحدة لكن هناك انقسام بينكم لأسباب مختلفة، لذلك فإن الإنقسام لا يعني بالضرورة أنه ملازم للإختلافات بمعني الإختلاف.

-ما هي العوامل الأساسية للصراعات التي وقعت بين الشيعة والسنة علي طول التاريخ؟ و هل هناك مصاديق بارزة من أجل هذه العوامل؟

أنا لديَّ مشكلة مع هذا السؤال يعني نحن لا نستطيع أن نطلق بسهولة مصطلح سنّة وشيعة طوال تاريخ الإسلام علي مجموعات من المسلمين. يجب أن نعلم أن هذه المصطلحات والأسماء والعناوين قد تشكلت بالتدريج و بالطبع فإن تفسيرنا اليوم لهذه المصطلحات لم يكن متماثلاً علي مرّ التاريخ، يمكن أن نجد تفاسير أخري، لكن الشيء المؤكد هنا هو أن المذاهب الإسلامية لم تتولد فجأة و بهذه العناوين التي نعرفها اليوم، معظم المذاهب تشكلت بالتدريج كما أن هويّتها تشكلت رويداً رويداً. علي سبيل المثال و كمصداق علي تلك الحالات فان حرب صفين لم يكن حرب شيعة وسنّة، كان هناك الكثيرين بين جنود أمير المؤمنين(ع) لا يعتقدون بالتشيّع بالمعني المأخوذ منه اليوم عن الشيعة، كذلك في جيش معاوية كان هناك الكثيرون الذين لم يكونوا سنّة بالتفسير الذي لدينا اليوم لأهل السنّة. في الواقع كانت حرب صفين حرب علي الحق و الباطل بين الخليفة وأمير المؤمنين الذي هو علي حق بعقيدة معظم المسلمين و الإمام الأول و وصي الرسول(ص) حسب اعتقادنا نحن الشيعة، مع أمير الشام الذي طغي ولم يكن قد بايع وخالف جماعة المسلمين.

إذا أردنا أن نتناول تشكّل مذاهب الشيعة و أهل السنة فإن البحث سيطول. إن الشيء الذي تشكّل باسم أهل السنة والجماعة قد استغرق حوالي قرنين تقريباً أو أكثر حتي وصل إلي شكله الحالي الذي نعرفه اليوم أو في الحقيقة قد اقترب من الشكل الحالي الذي نعرفه اليوم. علي مرّ التاريخ أيضا حدثت تحولات و تغيرات و تبدلات كثيرة في ذلك. لكن إذا أردنا أن ننظر من الناحية التاريخية فإن اختلافاً قد وقع بعد رحلة الرسول (صلوات الله عليه واله وسلم) علي موضوع خلافة الرسول، لكن يجب الإنتباه إلي أن هذا الإختلاف لا نسميه من الناحية التاريخية اختلاف بين الشيعة والسنة. يعني هناك عدّة تعتقد أن علي بن أبي طالب(ع) وصي الرسول(ص) و هذه الوصاية تشمل الخلافة و الولاية و عنوان الحاكم و مسؤول المسلمين و هذه الوصاية قد نزلت من عند الله علي الرسول(ص) و تم إبلاغها من قبل الرسول(ص) حيث أن هذا الإعتقاد في الوقت الحالي جزء الأصول الأساسية العقائدية للشيعة الإمامية. لكن مثلاً الشيعة الزيدية والمعتدلة ليس لديهم مثل هذا الإعتقاد بأن الولاية منصوصة، بل إنهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب(ع) كان أولي و أفضل من بقية الصحابة لخلافة رسول الله(ص) لكن لم يكن هناك نص علي خلافته بشكل فوري. حتي أن أشخاصاً مثل أبو سفيان ومن رؤية مختلفة كان يعتقد أيضاً أن الإمام علي(ع) وفي حال استنكافه فإن العباس عم الرسول(ص) يجب أن يخلف الرسول(ص) بدل أبو بكر. مجموعة أخري كانت تعتقد أن الخلافة يجب أن تكون خاصة بالأنصار و زعيم تلك المجموعة كان شيخ الخزرج سعد ابن عبادة الأنصاري. لقد كانوا يعتبرون أن الأنصار هم من دعموا الإسلام و ربّوه ولو لم يكن الأنصار موجودون لبقي الإسلام ضعيفاً كما كان خلال 13 عام في مكة ولم يصبح قوياً. كما أنهم عقدوا اجتماع السقيفة حيث التحق بهم فيما بعد عدد من المهاجرين وخالفوا رأيهم. بالطبع كان هناك وجهات نظر أخري بين المسلمين، فبعض المسلمين في شبه الجزيرة العربية كانوا يعتقدون أن الخلافة لا يجب أن تكون محصورة في قريش أو قالوا أننا أصبحنا مسلمين و آمنا بالرسول(ص) ولكن بعد الرسول(ص) ليس ضرورياً أن نطبق ما تريده قريش. لذلك في أول اختلاف وقع بين المسلمين ومازالت آثاره باقية حتي الآن كان الإختلاف علي خلافة الرسول(ص) ولكن لا نستطيع القول أن هذا الإختلاف كان اختلافاً بين الشيعة والسنة. و هل كان سعد بن عبادة الذي لم يبايع أبو بكر و لم يبايع عمر إلي أن قُتل شيعيّاً أيضاً؟ لا لم يكن شيعي أبداً، بل كان يدعو إلي الخلافة لنفسه أو أن تكون الخلافة بين الأنصار أو في النهاية تكون الخلافة مشتركة بين الأنصار والمهاجرين. وهل كان أبو سفيان الذي أنكر في البداية خلافة أبي بكر و دعا إلي خلافة الإمام علي(ع) شيعياً؟!. وهل كان الزبير الذي كان يدافع بشدة عن خلافة الإمام علي (ع) و ينكر خلافة أبي بكر شيعياً؟!.قسم من أهل الردّة الذين كانوا مسلمين لم يعترفوا بالخلافة رسمياً فهل كانوا شيعة؟!. إن ما حدث كان اختلافاً، لكن في الواقع كان الطرف الأساسي في هذا الإختلاف الإمام علي بن أبي طالب(ع) كما قال هو نفسه عدة مرات في عزّ الأحداث بعد وفاة الرسول(ص): «حسبنا سلامة الدين». لكي لا يتوسّع هذا الصراع و يتعرض أصل الإسلام للضرر فإنه بالبيعة التي بايع بها الخليفة الأول قد أنهي تلك الإختلافات التي بدأت في الواقع تتحول إلي انقسام عظيم و لهذا السبب فإن أهل الوحدة والتقريب يعتبرون الإمام علي بن أبي طالب(ع) زعيم وحدة و تقريب الأمة الإسلامية.

الإختلافات التي حدثت فيما بعد بمعني الإنقسام و الذي كان ظهورها الثاني أكثر إثارة للجدل من الإنقسام الأول فيما يخص قتل الخليفة الراشدي الثالث كان انقساماً قد أدي إلي تمرد كبير أدي في النهاية إلي قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان. لكن حتي معارضي الشيعة الأساسيين لم يعتبروا أبداً أن قاتلي الخليفة الثالث والمتمردون الذين اجتمعوا في المدينة لم يكونوا شيعة و بناءاً علي الأدلة التاريخية المؤكدة فإن الإمام علي بن أبي طالب و الحسنين (عليهم السلام) كانوا ضمن المدافعين الأساسيين عن عثمان ولا يخفي علي أهل البحث أن قتل الخليفة الثالث بتلك الطريقة قد ألحق أكبر ضرر سياسي بالإمام علي بن أبي طالب(ع)؛ لأن عثمان قد عمّر طويلاً وكان سيسلم روحه لبارئها عاجلاً أم آجلاً، فلو مات بشكل طبيعي لما كان هناك أحد يري خياراً لخلافته غير علي بن أبي طالب(ع). والخليفة الطبيعي لعثمان حسب رأي الجميع كان علي بن أبي طاالب(ع). لكنّ قتل عثمان قد أدي إلي فتن قد أوجدت فيما بعد تلك الحروب التي وقعت في زمن الإمام علي بن أبي طالب(ع). المقصود هو أن تلك الحادثة الثانية أيضاً قد أصبحت محل فتنة و انقسام كبير لا علاقة لها أيضاً بموضوع الإختلاف بين الشيعة والسنة.

في أي حادثة من أحداث الجمل و صفين والنهروان أيضاً لا نستطيع أن نقول أنها كانت حادثة بين الشيعة والسنة. في تلك الحروب لم يكن الشيعة و أهل السنة يتحاربون مع بعضهم، بل الأشخاص الذين كانوا يعتقدون أن علي بن أبي طالب(ع) خليفة علي حق و بايعوه كانوا يحاربون أولئك الذين علي أي حال ولأسباب متنوعة قد قاموا ضد علي بن أبي طالب(ع). في الأساس و بأي شكل من الأشكال لم يخاطب أيٌّ من كبار أهل السنة أو الشيعة علي مرّ التاريخ في تلك الحروب طرف بالسنّي و طرف آخر بالشيعي. كما كانت حرب الخوارج مع علي بن أبي طالب(ع) حرب نفاق و انقسام كبير ولا علاقة لها أيضاً باختلافات الشيعة و السنة.

-هل كانت الأحداث السياسية بعد خلافة علي(ع) مثل صلح الإمام الحسن المجتبي(ع) أو حادثة كربلاء تعتبر اختلافاً بين الشيعة والسنة؟

حرب الإمام الحسن المجتبي(ع) مع معاوية والتي أدت إلي الصلح لم تكن تعتبر أيضاً حرباً بين الشيعة والسنّة ولا أحد من علماء الشيعة والسنّة قد سمّي تلك الحرب بحرب الشيعظ والسنّة ولا يستطيع تسميتها كذلك لأنها لا تتطابق بأي شكل من الأشكال مع معايير الحرب الدينية. لا يخفي علي أي منصف أن غالبية المسلمين ولو بتعبير اليوم إضافة للشيعة وأهل السنة و الخوارج و غيره كانوا يرجّحون الإمام الحسن علي معاوية. لكن إلي جانب هذه الحقيقة كان يجب أن نقبل أن معظم المسلمين كانوا يفضلّون الصلح علي الحرب المهلكة التي لا نهاية لها بين المسلمين و معظم المسلمين في العصور اللاحقة أيضاً كانوا يرجّحون ذلك. كذلك فإن حادثة كربلاء الأليمة الكبري التي لا مثيل لها والتي وقعت عام 61 للهجرة بين الإمام الحسين(ع)و أهل بيته و أنصاره مع عملاء يزيد لا يوجد مسلم قد أسمي تلك الحادثة باسم حرب بين الشيعة والسنة.

في حادث عام الحرّة عندما أغار جيش يزيد علي المدينة و قاومت المدينة لفترة لكن في النهاية انهزم أهل المدينة، إذا أردنا أن نقيس الأمور بمعايير اليوم فإن الثائرين في المدينة كانوا في الواقع من أهل السنّة (علي الرغم من أنه في تلك الحقبة التاريخية لم تكن تكن تلك العناوين شائعة كما هي اليوم) . كما أننا لا نشاهد بينهم أو بين أحد من قادتهم شخصيات شيعية بارزة. لقد كانت ثورة المدينة ضد الحكومة الظالمة والفاسدة في ذلك الوقت حيث أدت إلي الحرب بينهم و بين جنود يزيد.

الإنقسام الكبير الآخر الذي حصل في صدر الإسلام كان ثورة عبدالله بن الزبير الذي أوشك علي وضع حد لعمر السلسلة الأموية حيث التحق به جزء واسع من العالم الإسلامي، لكن في النهاية و علي أساس بعض الأعمال الخاطئة أخفقت ثورته وانتصر الأمويون. فهل تلك الثورات و الحروب أو الإنقسامات التي واجهت الأمة الاسلامية في تلك المراحل التاريخية كان لها علاقة بالشيعة و السنة؟! لا. لا أحد علي مرّ التاريخ قد أسمي الزبيريين بالشيعة ولا أحد أسمي الأمويين بالسنة.

 

 

ترجمة: د.كامل اسماعيل




المستعمل تعليقات