بناءاً على التقديرات الرسمية قُتل في تلك الغارات الجوية الشديدة و الواسعة 350000 مدني في لاوس و 600000 مدني في كمبوديا و بالطبع فإن هذه الأرقام غير مبالغ فيها. إن أعداد المشردين واللاجئين هو عدة أضعاف عدد القتلى. إضافة إلى ذلك تم استخدام المواد الكيميائية السّامة بكثرة في الهجمات والتي تركت تأثيراً كبير على صحة الناس. من الطبيعي أن يكون الأطفال و الأمهات في فترة الإرضاع و كبار السن و المعوقين أول الأشخاص الذين تضرروا من جراء ذلك. تلك الأضرار الجسدية مازال لها عواقب وخيمة حتى الآن.
لم يكتف الأمريكيون خلال هجومهم على فيتنام بقتل الناس و تدمير ذلك البلد بل قاموا باستهداف الدولتين المجاورتين لها يعني كمبوديا و لاوس بهجومهم الوحشي أيضاً. الهجمات العشوائية التي لا تميّز بين العسكري و المدني كانت تقوم بقتل المدنيين الأبرياء بطريقة وحشية.
قام كريستوفر هيتشنز في كتاب «جرائم السيد كيسنجر» بفضح جرائم حرب شخص حاصل على جائزة نوبل للسلام أيضاً. ففي بعض تسريباته يشير إلى الأعمال الإجرامية في كمبوديا و لاوس حيث كان لكيسنجر دور أساسي فيه.
كتب هيتشنز: و من هن يجب الحديث باشمئزاز عن «جلسة طعام» لأن رمز الهجمات التي تم التخطيط لها على كمبوديا كان «الإفطار»، «الغداء»، «وجبة العصر»، «العشاء» و «المقبلات». تمت تلك الغارات بقاذفات القنابل «بي 52» الهجومية وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من قاذفات القنابل تحلّق على ارتفاعات عالية بحيث لا يمكن مشاهدتها عن الأرض كما أنها تحمل عدة أطنان من القنابل القوية جداً.
بسبب تحليقها على ارتفاعات عالية فلا أحد يعلم باقتراب تلك لطائرات كما أن تلك لطائرات عاجزة عن أقل دقة في اختيار أهدافها أو في أصغر استهداف لها. ما بين مارس 1969 و شهر مايو 1970 قامت تلك الطائرات بحوالي 3630 طلعة جوية مثل هذه على الحدود الكمبودية.
بناءاً على التقديرات الرسمية قُتل في تلك الغارات الجوية الشديدة و الواسعة 350000 مدني في لاوس و 600000 مدني في كمبوديا و بالطبع فإن هذه الأرقام غير مبالغ فيها. إن أعداد المشردين واللاجئين هو عدة أضعاف عدد القتلى. إضافة إلى ذلك تم استخدام المواد الكيميائية السّامة بكثرة في الهجمات والتي تركت تأثيراً كبير على صحة الناس. من الطبيعي أن يكون الأطفال و الأمهات في فترة الإرضاع و كبار السن و المعوقين أول الأشخاص الذين تضرروا من جراء ذلك. تلك الأضرار الجسدية مازال لها عواقب وخيمة حتى الآن. (جرائم السيد كيسنجر، ص 61 – 63)
يتابع كريستوفر هيتشنز مشيراً إلى نقطة هامة و مثيرة للإشمئزاز بالطبع. فهو يقول أنه بحسب الإحصاءات الرسمية للأمريكيين فإن عدد خسائر الفيتناميين في الحرب أكثر بكثير من العدد الكلي لجنود ذلك لبلد! كما أنه يفشي أرقاماً مخيفة عن مقتل الجنود الأمريكيين:
من الأسباب التي جعلت القيادة الأمريكية في آسيا الجنوب شرقية تقوم في النهاية بالتوقف عن العدّ البغيض للجثث و الذي كان شائعاً آنذاك هو أن مجموع الأرقام التي تم الحصول عليها كان مرعباً و كارثياً. أحياناً يكون عدد قتلى «العدو» بالمقارنة مع عدد «الأعداء» الذي تم الإعلان عنه في تلك المنطقة أكبر بكثير. و مع ذلك فإن الحرب كانت تستمر في كل مرة مع إعلان أهداف جديدة يجب الوصول إليها.
الإحصائيات الرسمية للقتلى بين أول حالة لتوقّف القصف في فترة رئاسة ليندون جانسون في شهر مارس 1968 و 26 فبراير 1972 كما ذكر لبنتاغون كما يلي:
خسائر الأمريكيين: 31205
خسائر الجيش النظامي لفيتنام الجنوبية: 86101
خسائر العدو: 475609
كما أن اللجنة الفرعية للاجئين في مجلس الشيوخ الأمريكي قدمت بدورها إحصائيات تدل على أنه في تلك السنوات الأربعة تجاوز عدد المدنيين القتلى ولمصابين أو المشردين عتبة 3 مليون شخص.
خلال تلك السنوات الأربعة ألقى الأمريكيون حوالي 4500000 طن من المتفجرات على الهند الصينية وهذا الرقم لا يشمل المواد الكيميائية والمبيدت الحشرية التي ألقيت في المنطقة. بناءاً على تقديرات البنتاغون فإن مقدار المواد المتفجرة التي استخدمت في القصف في الحرب العالمية الثانية لم تتجاوز عتبة 2044000 طن.
أما خطف و قتل 35708 مدني فيتنامي والذي حصل في إطار حملة مكافحة العصابات المنظمة التي قات بها وكالة الإستخبارات المركزية و التي عرفت باسم «فينيكس» خلال عامين ونصف من فترة حكومة نيكسون- كيسنجر تحت أي عنوان ينبغي أن نضعها؟ بالطبع هذه الأرقام إضافة للأعمال التي قامت بها الحكومات الأمريكية السابقة في هذا المجال (جرائم السيد كيسنجر،ص69-70)
جرائم أمريكا في حرب فيتنام جرائم أمريكا في فيتنام جرائم أمريكا في لاوس جرائم أمريكا في كمبوديا جرائم أمريكا
ترجمة: د.كامل سماعيل