إن حكاية ثورة الامام الحسين(ع) تعود إلي هذه النقطة وهي أنه شعر بالمسؤولية تجاه دين و أمة الإسلام
إن حكاية ثورة الامام الحسين(ع) تعود إلي هذه النقطة وهي أنه شعر بالمسؤولية تجاه دين و أمة الإسلام و تجاه التضحيات والأضاحي التي قدّمها الرسول و أتباعه و أبناؤه كما شعر بالمسؤولية تجاه هذا الدين الذي هو أمانة لذلك نزل إلي الميدان و قاوم حتي النهاية ليتذوق في النهاية طعم الشهادة. في الوقع إن ملحمة كربلاء في التاريخ هي شيء نادر للغاية كما أن من قاموا بذلك قد جلبوا العار للمسلمين جميعاٌ و تسربلوا بثياب العار مدي الدهر.
يعرف الإمام الحسين(ع) علي أنه شخصية حرة ليس فقط بين المسلمين بل بين غير المسلمين المنصفين و طالبي الحق في العالم، رمز للعدل، للحرية و الإنعتاق حيث ثار في وجه طغاة عصره ليس من أجل مطامع الدنيا المادية بل من أجل إحياء القيم الإنسانية و الإسلامية السامية و لم يكن مستعداً طوال حياته أن يستسلم أمام الظلم أو يخضع للذل و في النهاية فقد فضّل هو و أنصاره و أبناءه الموت بكرامة علي العيش بذل حيث استشهدوا مظلومين علي يد أشقي أهل الأرض في صحراء كربلاء.
بناءاٌ علي تقرير وكالة التقريب للأنباء (تنا) من محافظة سيستان و بلوشستان فقد تحدث مولوي عبد الحميد اسماعيل زهي إمام جمعة أهل السنة في زاهدان في حوار مع مراسل وكالة التقريب عن ثورة الإمام الحسين(ع) معتبراٌ أنها ناتجة عن الشعور بالمسؤولية من قبل الإمام و طلبه للحق.
وقال إمام جمعة أهل السنة في زاهدن: من المعلوم أن المتدينين وأصحاب الدين الذين يريدون العمل بشكل صحيح و متقن يتعرضون للعداء و العدوان كما أن شياطين الأنس والجن لا تقف أمامهم مكتوفة الأيدي.
وأضاف: الأمر الذي يدعو للتعجب أن هؤلاء العظماء يستشهدون علي أيدي أشخاص يدّعون الدين. إنهم مسلمون يتظاهرون بالإسلام فهم في الظاهر يزعمون الإسلام لكنهم يقعون في طريق الإنحراف.
وحول شهادة الإمام الحسين عليه السلام و أصحابه قال: إن الذين قاموا بمحاصرة سيدنا الحسين(ع) و قتلوه قد فعلوا ذلك بسبب المحافظة علي السلطة أو بسبب المصلحة المادية أو من أجل أن يحظوا بالثناء و يقال لهم أحسنتم لقد قمتم بعمل جيد لكنهم بهذا العمل قد تركوا وصمة عار كبيرة سوداء في تاريخ الإسلام.
وأضاف مدير دار العلوم المكية لأهل السنة في زاهدان: لم يأت الإمام الحسين(ع) إلي العراق من أجل مصالح الدنيا و الحصول علي السلطة لكن عندما رأي الإمام أن السلطه قد وقعت بيد من ليس أهل لها و أن أشخاصاً غير مؤهلين وغير لائقين قد استلموا زمام الأمور ثار من أجل تطبيق العدالة وخدمة الدين و حمايته.
وأضاف: جاء في الحديث أنه عندما تسلم الأمانة لمن لا يستحقها تقوم القيامة لهذا السبب شعر الإمام بالمسؤلية في أيام الحج لدرجة أنه لم يؤدي مناسك الحج.
كما قال إمام جمعة أهل السنة في زاهدان: إن حكاية ثورة الامام الحسين(ع) تعود إلي هذه النقطة وهي أنه شعر بالمسؤولية تجاه دين و أمة الإسلام و تجاه التضحيات والأضاحي التي قدّمها الرسول و أتباعه و أبناؤه كما شعر بالمسؤولية تجاه هذا الدين الذي هو أمانة لذلك نزل إلي الميدان و قاوم حتي النهاية ليتذوق في النهاية طعم الشهادة.
وحول من قاموا بحادثة كربلاء قال: في الوقع إن ملحمة كربلاء في التاريخ هي شيء نادر للغاية كما أن من قاموا بذلك قد جلبوا العار للمسلمين جميعاٌ و تسربلوا بثياب العار مدي الدهر.
وتابع قائلاٌ: كثيرون هم من يصبحون مصدراً للفخر في التاريخ و يخلقون الفخر لكن للأسف فإن هناك مسلمين يجلبون العار للإسلام والمسلمين وهم الأن موجودون في العالم. نعم هناك من هم مدعاة للفخر و حياتهم نورانية جلبت الفخر للمسلمين والإنسانية في العالم كما أن هناك أشخاص قد جلبوا العار والذل للبشرية وللمسلمين.
كما اعتبر مولوي عبد الحميد أن حرية الإمام الحسين(ع) هي من بين دروسه التي قدمها للمسلمين وأضاف: يجب علينا أن نتعلم من تاريخ شهادة الامام الحسين(ع) وصموده في سبيل الله ومن العطف والشعور بالمسؤولية و الشجاعة والتسامح الذي تركه لنا و من مقاومته و صموده في وجه أولئك الذين انحرفوا عن سبيل الله تعالي وخرجوا عن جادة الصواب وهم يريدون القضاء علي دين الله.
كما تحدث إمام جمعة أهل السنة في زاهدان عن بعض الشبهات الخاطئة حول عقائد أهل السنة و نظرتهم إلي أهل البيت عليهم السلام فقال: بعض الأشخاص يظنون أننا نحن أهل السنة لا نحب أهل البيت وأن أهل السنة لا يكنون المحبة لأهل البيت بينما هذه القضية ناتجة عن عدم المعرفة حيث أن محبة أهل البيت موجودة في عمق روح أهل السنة وهي جزء من إيمانهم.
وقال مؤكداٌ هذا الكلام: إذا قمت بدراسة المناطق التي يسكنها الشيعة والسنة فإنني واثق من أن إطلاق أسماء أهل البيت(ع) علي الأبناء و البنات متساوي لدي الشيعة و السنّة وهذا بدوره دليل علي محبة أهل البيت لدي أهل السنة.
كما أشار إلي محبة أهل السنة لأهل بيت الرسول الأكرم(ص) فقال: إن محبة سيدنا علي و السيدة فاطمة و أبنائهم تعتبر جزءاٌ من إيماننا نحن أهل السنة و كما أن محبة أصحاب و أنصار الرسول جزء من إيماننا فإن محبة أهل البيت أيضاً هي جزء من إيماننا كما أننا جميعاٌ نعشق أهل بيت الرسول(ص) و صحابته ولم نكن ذات يوم غير مهتمين بهؤلاء العظماء.
وأضاف: يقول البعض أننا غير مهتمين بما حدث في التاريخ لكننا لسنا غير مهتمين لكن علي أي حال كل شخص لديه استنتاجات و لديه فقه و نحن نقوم بما هو موجود في فقهنا.
كما تحدث عن عدم وجود بعض مراسم العزاء لدي أهل السنة فقال: هناك اختلافات في فقه المذاهب، علي الرغم من أن مشتركاتنا كثيرة و محبة أهل البيت(ع) هي جزء من مشتركاتنا إلا أن هناك اختلافات أيضاً وبناءاً علي تلك الإختلافات في فقه المذاهب فإن أهل السنة وفق فقههم ليس لديهم العزاء الموجود لدي الشيعة.
وأضاف مدير دار العلوم المكية لأهل السنة في زاهدان: كل شخص يقوم بواجباته بناءاً علي فقه و عقائده ولا ينبغي أن يكون هناك تفرقة وخلاف بين المسلمين و من المتوقع أن نحمي نحن المسلمون حرمة مقدساتنا.
وتابع مولوي عبد الحميد: إننا نتوقع من أخواننا الشيعة أن يقيموا مراسم عزائهم بطريقة لا يستغلها الأعداء ولا تكون سبباٌ للخلاف وأن يكونون متيقظين إلي أن العدو يسعي إلي التفرقة والإختلاف.
وأضاف قائلاً: إنني أدعو دائماً لأن يقيم أعزاؤنا مراسم العزاء بأجواء آمنة كما أنني أؤكد في كل مكان و في كل المحافظات أن الأمن يجب أن يبقي سائداٌ في المنطقة ولا ينبغي أن نعطي الفرصة لأولئك الذين يريدون الصيد في الماء العكر و يخلقون مشاكل فيما بين المسلمين.
كما أوصي مخاطباً عامة الناس والمسؤولين: ينبغي علي مواطنينا الأعزاء أن يتمتعوا بالأمن بشكل كامل كما ينبغي علي المسؤولين أن يكونوا متيقظين بأن العدو يحاول خلق التفرقة والإنقسام لذا يجب علي الجميع أن يكونوا حذرين.
وفي جوابه علي سؤال لماذا أهل السنة لا يرتدون الملابس السوداء في عزاء أهل البيت(ع) قال: كل شخص يعمل بحسب استنتاجاته و تفسيره للإسلام ولماذا لا نرتدي الملابس السوداء في أيام عزاء أهل أهل بيت الرسول الأكرم(ص) فالسبب في ذلك يعود إلي أننا لا نمتلك في فقه أهل السنة اعتقاد بتغيير الثياب في العزاء لذلك فقد قلت أنه يتوفي أعزاؤنا و أقرب الناس لنا لكننا لا نغير ملابسنا وإذا كنا نرتدي الملابس السوداء من أجل أقربائنا فبالتأكيد فإننا كنا سنرتديها أيضاٌ في شهادة العظماء و هذه كلها استنتاجات فقهية و دينية.
ترجمة: د.كامل سماعيل