قال الرسول (ص): «الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه و ابوهم خير منهم» حيث ورد ذلك بشكل متكرر في كتب أهل السنة. هذا الموضوع مهم بالنسبة لنا كثيراً و من لا يعتقد بتلك المحبة لا نعتبره مسلماٌ.
مولوي عبدالله حسن زهي إمام جمعة مدينة هامون في محافظة سيستان وبلوشستان. فهو يقول أننا لا نعتبر مسلماً كل شخص لا يحب أهل البيت والدليل علي ذلك تصريح القرأن وأحاديث الرسول بهذا الأمر. إن معظم كلامه عن عقائد أهل السنّة حول الإمام الحسين (ع) كانت جديدة وجذابة لنا.
كيف هي منزلة الإمام الحسين (ع) لدي أهل السنّة؟
يجب أن أوضح أن الإمام الحسين عليه السلام يتمتع بشخصية كبيرة ومنزلة سامية لدي أهل السنة. ليس هو وحده بل جميع أهل البيت يتمتعون بمثل هذه المنزلة. هكذا جاء في القرأن أيضاً من أن الرسول(ص) قد قال: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي. هذه الآية هي إشارة صريحة من قبل الله الذي يأمركم أن تحبّوا عائلة الرسول. لذلك فإن هذه الآية والأحاديث الكثيرة عن الرسول حول هذا الأمر جعلت أهل السنة يعتبرون محبة أهل البيت علي رأس الكثير من الأمور.
فيما يتعلق بالإمام الحسن و الإمام الحسين عليهما السلام قال الرسول «الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه و ابوهم خير منهم» حيث جاء هذا الحديث بشكل مكرر في كتب السنة. هذا الموضوع مهم للغاية و مؤكد بالنسبة لنا وكل شخص لا يعتقد بهذه المحبة لا نعتبره مسلماً. إن محبتهم تعتبر جزءاً من الإيمان. وفيما يتعلق بواقعة كربلاء فقد تمت بعض الإشارات في كتب أهل السنة. من بينها حديث ذُكر علي لسان إحدي زوجات النبي أنني ذات يوم شاهدت الرسول حزيناً. فسألته عن سبب حزنه فتحدث معي عن واقعة كربلاء. إن ذكر هذا المثال هو جزء من خطب صلاة الجمعة.
كيف هي واقعة كربلاء؟ إلي أي مدي تم تناول واقعة كربلاء في مصادر أهل السنة؟
نظراً لتوقّع الرسول (ص) لهذه الواقعة فإن أهل السنة أيضاً يعتبرون حركة هذا الإمام في سياق إحياء دين جده و ليس لأهداف شخصية. لقد ضحّي بكل وجوده في سبيل الإسلام كما ضحّي بجميع أعزائه في سبيل الإسلام و بهذه التضحيات والتسامح روي شجرة الإسلام. هذه التضحية والتسامح درس مهم للغاية من أجل البشرية جمعاء. و كلام الرسول (ص) لأم سلمي يجد مصداقاً هنا حيث يقول: ستقوم مجموعة من أمتي بقتل ولدي. لقد أظهرت هذه الواقعة أن الإمام الحسين عليه السلام قد ضحّي بكل شيء من أجل الدفاع عن أصول الدين وقد دافع عنها بحق. حتي أنه كان مستعد للتضحية بأقرب الناس إليه من أجل إعلاء كلمة الله والإسلام.
أي جانب من جوانب الإمام الحسين(ع) كان أكثر تأثيراً في الطائفة السنّية؟
في المجتمع السنّي يوجد عدة فرق. فمجموعة قد اهتمت بحادثة كربلاء أكثر. كما أن مجموعة أخري قد اهتمت بالأمر لأن الحسين (ع) حفيد الرسول و أهل بيته. طبعاً وحسب رأيي فإن الإهتمام بجانب واحد من حياة هذا الإمام ليس صحيحاً. يجب أن نهتم بكافة جوانب تلك الشخصية. سواء من جهة قرابته لرسول الله(ص) أو من حيث وقوع حادثة كربلاء التي تشمل الحرية والشهادة و التضحية. وللأسف كان هناك علي طول التاريخ أشخاص قد منعوا من توضيح كامل شخصيته للمسلمين و لم يسمحوا أن يصل صوت مظلوميته علي مرّ التاريخ إلي آذان الناس. هذه السياسة موجودة اليوم أيضاً. سياسة قد منعت من أن تتعرف جميع الدول الإسلامية بشكل صحيح و كامل علي هذا الإمام. ينبغي أن ننتبه أكثر و أن نمزّق تلك الشباك التي نُصبت لنا في الفترات الماضية خاصة من قبل الأمويين و العباسيين. لندع التعصب الأعمي جانباً. لنتعرف علي هؤلاء الأعزّاء علي قلوبنا من جميع الجوانب.
نظراً لبداية شهر محرم و مع الأخذ بعين الإعتبار أوضاع المنطقة فكيف يمكن برأيك الإستفادة من هذه الأيام كفرصة ذهبية لتعزيز الوحدة سواء بين المسلمين أم بين أهل العالم؟ وهل يمكن ربط هذان الموضوعان ببعضهما؟
كما قلت سابقاً فإننا لم نعمل كثيراً في هذا المجال. يمكن للإذاعة والتلفزيون في هذا السياق أن تلعب دوراً مؤثراً في طرح عقائد و رؤية أهل السنّة للأئمة وخاصة لهذا الإمام(ع). كما أن خطب الجمعة فرصة هامة من أجل طرح و شرح هذه القضية. بالطبع هناك مشاكل موجودة تعود جذورها للتقصير وقلة العمل في الماضي والحاضر. لدرجة أنه إذا أراد شخص من أهل السنة أن يدخل في هذه المواضيع فإنه سيصبح محل تهمة و سينشرون حوله الشائعات بأنه تشيع. العمل الآخر الذي يمكن أن يكون مؤثراً هو دعوة علماء أهل السنّة للخطبة في مراسم الشيعة في محرّم. كما أن هذا الأمر يمكن أن يكون في إطار الدعوة للخطبة في هذه المراسم أو أن يكون لمجرد المشاركة فيها. هذا النوع من التعامل و التواصل سيؤدي إلي زوال الكثير من الغموض و الإتهامات المتبادلة و ستحل المحبة مكان ذلك. وفيما يتعلق بأحداث المنطقة أيضاً يجب الإنتباه إلي نقطة وهي أن الدرس الكبير لحادثة كربلاء هو المواجهة والصمود في وجه الظلم والإستكبار حيث يمكن لهذا أن يكون شعاراً و نموذجاً جهادياً لنا و كذلك دليل لمعرفة العدو و الإستكبار. إن أمريكا و اسرائيل و أشخاص من المسلمين في خدمتهم يستخدمون الإسلام كأداة من أجل الوصول إلي مصالحهم. إن الصمود في وجههم يستلزم أخذ درس من كربلاء. إن المطلوب منا هو الوقوف في وجه أعداء الله وليس في وجه أخواننا الإيمانيين. يجب أن ننتبه إلي أن العدو هو الإستكبار و ليس أخونا الشيعي أو السنّي و إذا اقتدينا بشكل واقعي بهذا الإمام فإن العديد من مشاكل المسلمين و حتي العالم ستُحل.
كيف يتم تكريم الإمام الحسين(ع) و ثورته بين أهل السنّة؟
إننا نشير في خطبنا إلي هذه الحادثة. بالطبع ليس رائجاً في مذهبنا أن نرتدي ملابس سوداء أو نلطم. معظم تأكيدنا علي الحزن والأسي. كما نقدّم بعض الخيرات. لدينا جلسات لقراءة القرأن. السبب في محدودية هذه المراسم لدي أهل السنة هو ضعف التعامل. لهذا السبب فإن المراسم المشتركة تتم بشكل مختصر. إن كسر هذه الأجواء يجب أن يبدأ من الشخصيات الكبري لدي الطرفين. في غير هذه الحالة فإن الوضع سيستمر علي ما هو عليه.
ترجمة: د.كامل سماعيل