حمولة ...

لا نحن الشيعة لدينا الحق في أن نعتبر الحسين(ع) منّا فقط لا غير. ولا الأخوة أهل السنة يجب أن ينسوا الحسين (ع) و أن لا يعتبروه من أنفسهم. هذا يتعلق بسلوكنا أيضاً. عاشوراء فرصة للوحدة بين الشيعة و السنة.

حجة الاسلام عليرضا بناهيان

في أجواء هذه الأيام يجب أن لا نعتبر أن العزاء من أجل أبي عبدالله الحسين (ع) هو عادة شيعية. فسيد الشهداء (ع) لم يقم بعاشوراء أساساً على أنها ملحمة شيعية. فعدوّ أبي عبدالله الذي كان يزيد و قبل أن يكون عدواً للشيعة كان عدواً لأهل السنة. يزيد و قبل أن يقتل الشيعة قام بقتل السنّة.

إذا كان الشيعة يعني هم الأشخاص الذين يعتقدون بولاية علي بن أبي طالب فإن عدد أولئك لأشخاص في ذلك الوقت كان قليل. الكثير منهم قد استشهدوا في كربلاء. لماذا قام يزيد في المدينة بواقعة الحرّة؟ في واقعة الحرة حدثت مجازر و إذا أردنا أن نتحدث بلغة اليوم فيجب القول أن تلك لمجزرة قد وقعت بين أهل السنة. قام جنود يزيد باستباحة أموال و أرواح و أعراض أهل المدينة ثلاثة أيام. تماماً كالأفعال التي يقوم بها التكفيريون الآن.

إذا كان أبوعبدلله الحسين (ع) قد ثار على يزيد فلأن طبيعة يزيد كانت بحيث يقول «لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء و لا وحي نزل»! فأي شخص عاقل من أهل السنة يمكن أن يقبل مثل هذا الكلام من يزيد و أن يعتبره مسلماً بعد أن تفوّه بمثل هذا الكلام؟

من جهة أخرى فإننا نرى أشخاصاً من بين أصحاب الإمام الحسين (ع) لم يكونوا شيعة بالمعنى الذي نقوله نحن. زهير، الحرّ و بعض آخر من أصحاب أبي عبدالله (ع) لم يكونوا يعتقدون بالتشيع بمعناه الحالي.

لا نحن الشيعة لدينا الحق في أن نعتبر الحسين(ع) منا فقط لا غير. و لا الأخوة أهل لسنة يجب أن ينسوا الحسين (ع) و أن لا يعتبروه من أنفسهم. هذا يتعلق بسلوكنا أيضاً. عاشوراء فرصة للوحدة بين الشيعة و السنة. فالشافعي كان شخصاً يقول مثل تلك العبارات السامية في رثاء أبي عبدالله لحسين (ع). فقيه أحد مذاهب أهل السنة كان يتألم من أجل أبي عبدلله الحسين (ع) بحماس أكبر من مجالس عزائنا. مازالوا إلى الآن في العديد من أماكن أهل السنة في إيران و في خارج إيران يقيمون مراسم العزاء من أجل أبي عبدالله الحسين (ع).

في مثل هكذا ظروف يجب النظر بمنتهى الدقة لعزاء أبي عبدالله لحسين (ع). لا نجد أية كلمة في شعارات و عبارات و خطب الإمام الحسين(ع) تشير إلى حقائق وعقائد خاصة بالشيعة. لقد قال مراراً أنا ابن بنت نبيكم أم لا؟ لم يقل ولو مرة واحدة أنا إمامكم الثالث أم لا!

يجب أن لا نقبل أن العزاء هو عمل خاص بالشيعة وأنه بعقائد الشيعة فقط يمكن الدفاع عن ذلك. ليس الأمر كذلك أبداً. تلك سنّة رسول الإسلام الأكرم (ص) الذي كان يبكي على الشهيد. كان يتأوه على حمزة سيد الشهداء لدرجة أنه جاء في السيرة الحلبية من مصادر أهل السنة أنه قد أصابته حالة إغماء. عندما شاهد الصدر الممزق لحمزة سيد الشهداء بدأ بالصراخ والبكاء.
جاء في كتب أخرى أن الرسول كان يمرّ من قرب أحد منازل الأنصار و شاهد أن السيدات يبكون على شهدائهم قال أنه لا باكي يبكي على عمي الحمزة. بعد ذلك و حتى حوالي القرن الثاني والثالث كلما كان يتوفى شخص في المدينة- ليس فقط الشهداء- كانت النساء تبكي أولاً على حمزة سيد الشهداء ثم كنّ يبكين على ميّتهم! تلك هي الطريقة التي نستخدمها من أجل أبي عبدالله الحسين في مراسم الختم.

جاء في كتاب «الإستيعاب» وهو من مصادر أهل السنة انه عندما وصل خبر شهادة جعفر إلى الرسول الأكرم(ص) ذهب إلى منزل جعفر و كان يشمّ أولاده و يبكي. عندها لم تطق السيدات صبراً و بدأت السيدة أسماء بالبكاء. في تلك الأثناء دخلت السيدة الزهراء سلام الله عليها و هي تنادي «وا عمّاه» و كانت تبكي. قال الرسول على مثل جعفر فليبكي الباكون. إن هذه ليست أشياء نقلناها نحن في كتب الشيعة.  

يجب أن نوصل صوت عزاء الإمام الحسين (ع) إلى آذان الجميع. «هذه مراسمنا» ليس بالكلام الصحيح.

 

ترجمة: د.كامل سماعيل

 




المستعمل تعليقات