حمولة ...

نحن نعتقد أن محبة أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلّم مكملة للإيمان كما أن الإيمان دون محبة أهل بيت الرسول هو إيمان ناقص خاصة زهرتَي الرسول يعني الإمام الحسن والإمام الحسين اللذان ترعرعا في كنف رسول الله (ص). إن جميع الفرق الإسلامية متفقة علي محبة أهل البيت (ع) وقد تم التأكيد علي ذلك كثيراً. فالشخص الذي لا يحب أهل بيت الرسول ولم يحزن لشهادة الإمام الحسين(ع) فليس بمسلم ولا بإنسان.

حوار مع رجل الدين فرهمند، من رجال أهل السنة في محافظة كلستان

أجري الحوار: محمد هادي كاظمي

إن حصر الإمام الحسين عليه السلام و حركته بمذهب التشيع لا يؤدي فقط إلي ظهور تقرير محدود عن حادثة عاشوراء في الوقت الذي كانت دوافع الثورة و نتائجها أيضاً تشمل الأمة الإسلامية جمعاء و كأنّ مصير الأمة الإسلامية قد ارتبط بتلك الثورة. بمقدار ما تكون الأمة قريبه من ثقافة الحسين عليه السلام بمقدار ما تضع قدمها في طريق العزة والكرامة والحرية و بمقدار ما تبتعد عن الحسين و تعاليمه بقدر ما ستصاب بالذل.

إن الحوار الذي بين أيدينا مع السيد و رجل الدين عبد الجليل فرهمند. فهو واحد من العلماء و الناشطين الثقافيين الدينيين لمحافظة كلستان و تركمن صحرا كما أن أنشطته في مجال الوحدة تستحق الثناء. إن تخصصه في الفرق والمذاهب الإسلامية و في الوقت الحالي هو أستاذ في الحوزة العلمية لأهل السنة في كلستان.

ما هو رأي سماحتكم حول الإمام الحسين عليه السلام و منزلته بين أهل السنة؟

إننا نعتبر الإمام الحسين (ع) إمام الهداية و الحرية كما نعتبره قدوتنا. نستطيع أن نتعلم من سيرته درس في الحياة الحرة. إضافه إلي ذلك فإن الإمام الحسين حفيد الرسول الأكرم و جزء من أهل بيته. لدينا حديث عن أبي بكر الصدّيق أن كل شخص أحب رسول الله فعليه أن يحب عائلته. و من أراد أن يتقرّب من الرسول فعليه أن يظهر محبته أيضاً لأهل بيته. نحن و بناءاً علي الأحاديث التي لدينا عن الرسول فإننا نعتبر الإمام الحسين و الإمام الحسن سيّدا أهل الجنة.

فالإمام الحسين ليس أسوة و قدوة للمسلمين فقط بل إن كل إنسان محبّ للحرية يعرفه سيجعل من الإمام الحسين عليه السلام قدوة له كما أنه سيتأسّي بسيرته.

إن هذه المحبة والعشق للإمام الحسين كان موجوداً منذ قديم الأيام بين أهل السنة في محافظة كلستان حتي أنه إذا كان لدي عائلة توأم فإنهم يضعون اسمه الحسن والحسين، هذه المحبة كانت منتشرة بين العامة والخاصة. ففي شهادته تقام مراسم في أيام تاسوعاء و عاشوراء حيث يخطب علماء أهل السنة حول فضائل الإمام الحسين بين العامه من أهل السنة. و في ليلة و يوم عاشوراء يقومون بمنح الصدقات والخيرات و يساعدون اليتامي.

من أين نشأت محبة أهل السنة تلك للإمام الحسين عليه السلام؟

معظم محبة أهل السنة للإمام الحسين بسبب أنهم يعتبرونه جزء من بين أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلّم. يوجد أحاديث كثيرة في الأوساط الروائية لأهل السنة حول فضائل أهل البيت عليهم السلام ومحبتهم. من الأسباب الأخري لمحبة أهل السنة للإمام الحسين هو الجانب الثوري والجهادي لدي الإمام الحسين و أن الإمام الحسين قد بذل روحه و ماله و أولاده في سبيل الإسلام ليواجه الظلم و الجور. أنا أعتقد أن جهاد الإمام الحسين لا يختص بمذهب خاص كما أن الأمة الاسلامية جمعاء قد استفادت من ثورة الإمام الحسين. إن السبب وراء ثورة الإمام الحسين كان إحياء سنة رسول الله التي كانت معرضة للزوال كما شهدت انحرافاً في بعض الحالات. في فترة حكم يزيد شهدنا انتشار البدع و الإنحراف في المجتمع الإسلامي حيث استطاع الإمام بثورته المخلصة أن يجتث  تلك البدع والإنحرافات. السبب الأخر وراء ثورة الإمام الحسين إحياء النظام الإسلامي العادل، يقول الإمام أن الإسلام و أحكامه يجب أن تنفذ علي الجميع يعني من أجل الفقير و الغني و القوي والضعيف. السبب الثالث محاربة بدعة الملك و الإمارة حيث تبلورت تلك البدعة في شخص يزيد.

أي جانب من جوانب حياة الإمام الحسين عليه السلام يحظي باهتمام أهل السنة؟

أول و أهم سبب قد جعل أهل السنة يهتمون بالإمام الحسين هو أن الإمام الحسين ابن فاطمة الزهراء و في الواقع هو حفيد رسول الإسلام و في المرحلة التالية الإمام الحسين نفسه وسيرته حيث قام الإمام بعيون مفتوحة و عقل واعي بثورة ضد الإنحراف و البدع كما أنه ضحي بنفسه في سبيل الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي. إن قواعد الكتاب والسنة ليست خاصة بالشيعة كما أن ثورة الإمام الحسين كانت لإحياء قواعد و تعاليم الكتاب والسنّة، إذاً فثورته لم تكن ثورة مذهبية و شيعية.

كان هناك دائماً مجموعات عرضة للتطرف بين الشيعة و أهل السنة من أجل تقديم صورة منحرفة عن الإسلام الصحيح حيث تحولوا إلي أداة للعداوة والحقد بين المسلمين، لكن في سيرة أكابر الدين فقد أعلن الأئمة و كذلك الإمام الراحل دائماً علي البراءة من تلك الحركات، حبذا لو أسمع رأيك حول هذا الأمر؟

إن التطرف والإفراط و التفريط ليس من ديننا كما أن الإسلام يرفض كليهما. وللأسف يوجد إفراط من كلا الطرفين وهذا يضر بالإسلام. فالأشخاص الذين لا يعتقدون بأهل بيت الرسول و لا يقبلون بشفاعة الرسول الأكرم و أهل بيته و يعتبرون ذلك شركاً فهم مسلمون لكنهم لا يتمتعون بإيمان حقيقي. الشهادتين فيها عبارتين الأولي وحدانية الله: أشهد أن لا إله إلا الله والشهادة الثانية شهادة برسالة الرسول: أشهد أن محمد رسول الله و هذا معناه أنه يجب علينا أن نقبل شفاعة الرسول الأكرم. من جهة أخري فإن مجموعة بذهابها إلي العزاء تقوم باستغلال أهل البيت و التسوّل باسمهم. إن بعض مراسم العزاء مثل التطبير تؤدي إلي إظهار الإسلام بصورة سيئة في المجتمعات الأخري و هذا يؤدي إلي النفور من الإسلام والإبتعاد عنه.

ما هي برأيكم نقاط قوة وضعف مصادر الشيعة والسنة فيما يخص الإمام الحسين عليه السلام و ثورته؟

بسبب اختصاصي فإنني قد شاهدت مصادر الشيعة بحيث أن بعض مصادر الشيعة تقوم بتشويه الطرف الآخر من أجل إثبات و إظهار الإمام الحسين و كراماته حيث أن هذا العمل يضر بالأمة الإسلامية و يضرّ بالشيعة أنفسهم. يجب أن يكون الإمام الحسين مثل الماء الزلال بحيث تستفيد منه الأمة الإسلامية جمعاء. إضافة إلي ذلك و لأن حادثة عاشوراء قد وقعت في جغرافيا الأمة يجب الرجوع إلي الكتب التاريخية و كتب المصادر لدي أهل السنة أيضاً حيث قليلاً ما نري أنه تم الرجوع إليها.

للأسف في العالم الإفتراضي يتم وضع بعض الأشعار و المواضيع المنقولة عن أهل السنة و بدل أن تكون سبباً للتقريب فإنها للأسف تؤدي إلي نتيجة عكسية فمثلاً شاهدت شعراً منسوباً إلي أحد أهل السنة علي الشبكة العنكبوتية معناه أن حرمة كربلاء أعلي مئات المرات من حرمة الكعبة بينما إذا كان هناك مواضيع موجودة فمن المفترض أن تنقل من المصادر الأصلية لأهل السنة.

 و نحن أيضاً للأسف تعاملنا بشكل محافظ و في بعض الحالات أخذنا الحياد في بعض الأحداث التاريخية. لدرجة أن الوهابية و الغربيين قد أعطوا لأنفسهم الجرأة و قالوا أن حركة الإمام الحسين لا علاقة لها بأهل السنة. إن هذا الإستبعاد أو عدم المشاركة أو عقد المؤتمرات لشخصيات مثل الإمام الحسين ليس بالمظهر الجيد كما يجب علينا أن نزيد من مطالعاتنا حول أهل بيت الرسول(ص). إن رفع مستوي الدراسات فيما يخص أهل بيت الرسول بين أهل السنة هو من النقاط والقضايا التي يجب العمل عليها مثلاً أن تقام مؤتمرات في هذا المجال ليتعرّف أهل السنّة أكثر علي أهل بيت الرسول(ص).

في مصادر أهل السنّة هناك اتفاق في الرأي علي أن ثورة الإمام الحسين هي حادثة كبري في تاريخ الإسلام والجميع لديه معرفة بها كما يوجد إجماع في الرأي علي أحقية الإمام الحسين(ع).

آخر الكلام

نحن نعتقد أن محبة أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلّم مكملة للإيمان كما أن الإيمان دون محبة أهل بيت الرسول هو إيمان ناقص خاصة زهرتَي الرسول يعني الإمام الحسن والإمام الحسين اللذان ترعرعا في كنف رسول الله (ص). إن جميع الفرق الإسلامية متفقة علي محبة أهل البيت (ع) وقد تم التأكيد علي ذلك كثيراً. فالشخص الذي لا يحب أهل بيت الرسول ولم يحزن لشهادة الإمام الحسين(ع) فليس بمسلم ولا بإنسان. في مؤتمرات الوحدة الإسلامية حيث يحضر العديد من الشخصيات وكبار العلماء من كافظ أرجاء العالم الإسلامي شاهدنا أن الجميع يحبون أهل البيت وخاصة الإمام الحسين فإنهم يحبونه من أعماق قلبهم وأعماق وجودهم.

المصدر: موقع الثورة الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة.  

 

ترجمة: د.كامل سماعيل

 




المستعمل تعليقات