إن الأشخاص الذين عاشوا قليلاً مع أهل السنة يعلمون أن أهل السنّة في جميع أنحاء العالم يحبون أهل البيت عليهم السلام كما أنهم يحترمون كثيراً أهل بيت رسول الله(ص) الذين أوصى القرآن الكريم بمودتهم.
ما مرّ يوم لم ينتشر فيه فيلم عن إظهار محبة أهل السنة لأهل البيت عليهم السلام و هذا معناه أنه يجب علينا العمل للإستفادة من هذه الفرصة المشتركة كما طلب رسول الله(ص) نفسه من أجل تعزيز الأمة الإسلامية و تطوير كرامتها المتنامية يوماً بعد يوم.
لو كان قد تم تأسيس هذه الثقافة لكان من المفترض أن تصبح مزارات أهل البيت عليهم السلام أكثر مما نشاهده اليوم مكاناً لتردد أهل السنّة و لكانت مراقدهم عليهم السلام تدار بطريقة بحيث يتواجد فيها أهل السنّة مرتاحي البال دون الشعور بالأذى أو الإساءة لمقدساتهم.
ما هو مزعج للأسف أننا نرى بعض التصرّفات من قبل العديد من مذيعي الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و كذلك بعض الخطباء المشهورين لا تتطابق مع تلك الثقافة و أثناء خطاباتهم وكلماتهم في المناسبات الدينية فإنهم يخاطبون الشيعة فقط بعنوان محبين لأهل البيت عليهم السلام، أو يقوم معظم الخطباء لا إرادياً بتقسيم الأشخاص إلى شيعة أو أعداء لأهل البيت(ع). ربما يكون تشكّل مثل هذه الأدبيات له جذور تاريخية أو بناء وسائل الإعلام على القنوات الفضائية المتطرفة و ربما تعود للتصرفات المتطرفة للوهابية السعودية التي يواجهها الإيرانيون في أيام الحج حيث يتشكل لديهم تصوّر ذهني خاطيء يثير تلك الأدبيات، لكن ليس لائقاً أن يتم على المستوى الرسمي نسيان الحديث عن «الحقيقة الغير قابلة للإنكار» وهي محبة أهل البيت والإعتدال الموجود لدى أهل السنة في إيران والعالم و التحدث بأدبيات تتم عادة بشكل عفوي و دون تعمّد.
من المستحسن في مسير بناء الحضارة الإسلامية أن يتم الإهتمام بهذه التفاصيل والتي على الرغم من أنها جزئية إلا أنها تزيد أواصر المحبة والأخوّة أيضاً. إن شاء الله.