إن كفاحنا إسلامي. كما أن غاية آمالنا نيل الرضا الإلهي. هدفنا تعزيز نظام الحق. آمالنا سعادة البشرية جمعاء. طريقنا الجهاد. أسلوبنا الإقناع. نعتقد أن السبيل الوحيد لخلاص البشرية هو الإسلام. فالإسلام ليس شيء سوى البناء الإلهي. و على هذا فهو كامل دون أن يعرف النقصان والعيب إليه سبيلا. إن السعي من أجل هذا الكفاح هو توفيق لا يناله أي شخص. سواء بذلتم جهوداً ليل نهار في هذا الطريق أم لم تهتموا بالنسبة لذلك فلن يكون لهذا تأثير على الإنتصار النهائي لذلك الكفاح، لكنّ الشيء المهم هنا هو الإمتحان الذي تمرّ به نفسنا في ذلك الكفاح.
مسعود صدري محمدي
لا شك أن أربكان واحد من الشخصيات المؤثرة و الرئيسية في تاريخ الأمة الإسلامية و من جهة أخرى و دون الإهتمام و التدقيق في حياة و فكر أربكان السياسي فإن إمكانية معرفة و تحليل تركيا اليوم لن يكون ممكناً. وصل أربكان إلى السلطة في الفترة التي انهار فيها الإتحاد السوفييتي و كان يرى نفسه من قبل أمريكا و الغرب لا منافس له في الشرق الأوسط. بل أكثر من ذلك أيضاً فقد دخل معترك السياسة في فترة كانت فيها الساحة التركية تشهد أجواء صراعات شديدة و مسلحة و سياسية بين المجموعات اليسارية و اليمينية و مع تأسيسه لأحزاب سياسية مختلفة طوال سنين حياته- والتي كان نشاطها يتوقف في كل مرة من قبل العناصر العلمانية- فقد استطاع أن يقدم شيئاً جديداً و شعبياً في تركيا التي كانت تدار من قبل أقلية بيروقراطية و عسكرية تتعارض مع رغبة معظم الناس.
تحظى حياة أربكان بأهمية من ناحيتين: 1) رؤيته في السياسة و 2)تأثير تلك النظرة على نوع سياسته.
رؤية أربكان في السياسة
كان أربكان يعتبر السياسة جهاداً ،كما كان يعتبر كل نوع من النشاط السياسي بشرط أن يصبّ في سياق تحقق كرامة الشعوب الإسلامية و في النهاية حرية جميع الشعوب المستضعفة بغض النظر عن الدين و التعلقات العرقية من مفاهيم الجهاد.
إن مفهوم «الجهاد» من أساسيات فهم الحياة السياسية والفكرية لأربكان كما أن هذا المفهوم قد أثّر نوعاً ما في حياته، و على الرغم من أن الإسلاميين الأتراك في محافلهم الشخصية كانوا يصفونه دائماً بعنوان «الأستاذ» (Hoca) لكن أثناء تجمع عدة ألاف من الأشخاص فإن الشعار الوحيد الذي كان يليق بأربكان هو عنوان «المجاهد» حيث كان يُسمع بصوت واحد من قبل أنصاره. من منظور أربكان فإن المهمة الأساسية لكل مسلم هي الجهاد في الحرب التاريخية بين الحق والباطل الذي كان موجوداً منذ بداية التاريخو ستوجد حتى نهاية التاريخ أيضاً. الجهاد بمعنى بذل كافة الجهود والمساعي من آجل تحكيم الحق في المجتمع و وصول الإنسان إلى السكينة و الحرية بدون أن يحمل أي خوف من القوى الدنيوية. الجهاد بمعنى الإهتمام بالرسالة التي تقع على عاتق كل مسلم تجاه شعبه والأمة الإسلامية و البشرية جمعاء. كل مسلم مكلف بالجهاد ليأتي يوماً و يعمّ الحق الأرض جميعاً. فالإنسان الذي لا يقوم بالجهاد لا شك أنه لن يستطيع الخروج مرفوع الرأس من الإمتحان الإلهي.
في هذا السياق ومن أجل بلوغ هذه الغاية الكبرى فإن سياسة التواجد في الساحة كانت تلفت انتباه أربكان. لأن السياسة واحدة من الأوامر الأساسية للقرآن الكريم و هي عبادة عظيمة.
في وجهة نظر أربكان فإنه من أجل الوصول إلى سعادة البشرية، من أجل سيادة الحق تجاه الباطل، الربح مقابل الضرر، العدل مقابل الظلم و الجمال مقابل الفساد فإنه ينبغي علينا جميعاً أن نكافح. لأنه في غير هذه الحالة سنتحول إلى مشاهدين تُهضم حقوق المستضعفين و الفقراء أمام أعيننا و نحن لا نفعل أي شيء. في هذه الحالة فإن المسلم بسكوته عن الظلم يكون قد ساعد و دعم الظلم بطريقة ما. إن عدم القيام بالجهاد هو في الحقيقة خسران في الدارين لأنه في هذا العالم سنصبح أذلاء أمام الظالمين و في ذلك العالم ستسودّ وجوهنا أمام الله.
هذا النوع من نظر أربكان للسياسة في المجال النظري و الأسس النظرية قد ترك تأثيره الخاص أيضاً في ساحة العمل و الإجراءات السياسية. لقد كان يلخص أسس النشاط السياسي لكل أنسان في 9 كلمات هي: الإيمان، الإخلاص، التوكل، الوحدة، الأخلاق الحسنة، الإحسان، الإستشارة، الإستقامة و الإطاعة.
وفي سياق هذه الرؤية فإنه كان يعتبر أن الجهاد محور السياسة، و العمل التنظيمي و تنسيق العمل هو السبيل الوحيد للوصول إلى السلطة و التأثير في الحياة السياسية للمسلمين و بعبارة أخرى فإن الدور الخلّاق في ساحة الجهاد.
تأثير هذه الرؤية على نوع سياسة أربكان
كما أشرنا في الأعلى فقد استطاع أربكان بنظرته التي امتلكها للسياسىة و كذلك تعريفه لساحة الجهاد أن يشقّ طريقاً ضد التيار الإسلامي في تركيا كان من الممكن أن يتحول إلى سبيل أمثل و أسوة للتيارات الإسلامية في بقية الدول الإسلامية. فبدل أن يقوم بحمل السلاح قام بتشكيل مجموعات حزبية و تخريبية و باسم الجهاد قام بالتغاضي عن الأخلاق الإسلامية ليتمكن من الحصول على السلطة السياسية، واختار طريق الإنتخابات والقانون على الرغم من أنه يتم أحياناً في ظروف ظالمة و غير محقة. لقد قام منذ سبعينيات القرن الماضي و حتى آخر لحظة في حياته ولعدة مرات بتأسيس الأحزاب والمجموعات و الجمعيات الإسلامية و الوطنية المختلفة، بالرغم من أن تلك التنظيمات والأحزاب كانت تتعرض للتوقيف بحجج واهية وظالمة إلا أنه كان يتابع نشاطاته بمثابرة و صمود تضرب به الأمثال و يليق بقامة مجاهد. لقد أثبت أنه بدل من التفكيك و الشذوذ يمكن التحول إلى أسطورة من خلال النشاط السياسي المستمر و الدؤوب، و بهذه الطريقة استطاع أن يعرّف الطبقات المتدينة في تركيا على مفهوم السياسة و يتصالح معها. لقد كان يعتبر أن هذا الأسلوب هو الطريق الوحيد الموجود أمام المجموعات الإسلامية في جميع البلدان و كان يعتقد أنه إذا حصل ضغط على الديكتاتوريين العرب من قبل المجموعات الإسلامية و حصلت ثورة فإنه لن يكون لها نتيجة سوى الحروب الداخلية في الدول الإسلامية و تضرر الشعوب المسلمة و زيادة الضغوط على الأمة الإسلامية. لذلك كان أربكان يعتبر دائماً أن تنظيم الكوادر و العمل التنظيمي إلى جانب تقديم خطاب سياسي و اجتماعي ملموس للناس هو السبيل الوحيد لخلاص الشعوب الإسلامية من يد الديكتاتوريين والحكومات التابعة للغرب.
نظراً لهذه الفكرة المتمثلة بمواجهة أي نوع من الأعمال التخريبية فقد كان معارضاً بشدة في عام 1982 لقرار جماعة الأخوان المسلمين في سورية الذين كانوا ينوون الإستعداد من أجل العمل المسلح و الجهاد ضد الرئيس السوري في ذلك الوقت حافظ الأسد معتبراً أن المستفيد الوحيد من ذلك الحادث هو الإمبريالية. لا شك أنه لو لم تكن بصيرة أربكان و فراسته الجهادية موجودة في إبطال مشروع الأخوان المسلمين المتمثل بالعمل ضد حافظ الأسد لشهدت ربما منطقة الشرق الأوسط قبل ثلاثين عام ما تشهده الأن و لوضعت السكين على شريان حياة الأمة الإسلامية.
من المظاهر الأخرى لتأثير النظرة الجهادية على السياسة نوع الأخلاق السياسية لأربكان في الساحة الداخلية التركية. فهو بلا شك من أكثر السياسيين تبسماً في تاريخ تركيا، كما أظهر طوال نصف قرن من مرحلة نشاطه السياسي سماحة و سعة صدر أجبرت حتى معارضيه السياسيين و الإيديولوجيين على الإنحناء أمام أخلاقه. ففي مقابل سيل الإنتقادات و التهم التي كانت تكال له و حتى الإهانات اللفظية التي كانت توجهها له بعض الحركات و المجموعات الدينية المختلفة لم يكن يجري على لسانه أي انتقاد لاذع، و كان يدعو مناصريه دائماً للصبر و رباطة الجأش. وأمام طلب مؤيديه و تلاميذه من أجل القيام بتحركات في الشارع من أجل الدفاع عن كيان الحزب كان يدعوهم لأن يذهبوا إلى الغابة و يفرغوا كل ما لديهم من حنق و غضب! لأن الساحة السياسية والعمل السياسي لا يتطابقان مع الغضب و الهياج. كان لديه من التحمّل بحيث أنه بعد أصعب الضغوط التي كانت تستهدفه هو و أنصاره فإنه كان يعتبر كل تلك الضغوط و العراقيل مجرد نقطة فاصلة في سير حركته، و لو لم يكن تحمّله و فراسته موجودان تجاه الظلم الذي حلّ به لكان الوضع في تركيا أسوأ بكثير مما هو الوضع عليه في سورية.
على الرغم من أن أربكان في المرحلة الأخيرة من عمره و بينما لو كان يمتلك مساعدين لكان استطاع أن يغيّر مرة أخرى ساحة السياسة التركية و الآمة الإسلامية، قد تعرّض لخيانة تلاميذه و غدرهم- الذين أصبحوا على حد قوله حبات عنب قد تحولت إلى خمر- لكنه أظهر أن سبيل خلاص الأمة الإسلامية و عالم البشرية يتمثل فقط في سياسة الجهاد مع الأخذ بعين الإعتبار كافة مقتضيات و متطلبات ذلك. لقد أثبت أنه يمكن أن يكون سياسياً و يبقى ورعاً و مخلصاً.
قام المرحوم أربكان من أجل العمل في سياق الوحدة الإسلامية بهدف إيجاد نواة من أجل هدفه هذا بتأسيس مجموعةD8.
في الحقيقة 8 دول إسلامية تقع في داخل هذه المجموعة بعنوان نواة أساسية لما سيتحول في المستقبل إلى وحدة إسلامية و قد تقرر أن تمتلك جميعها ظروف إقتصادية و سكانية مناسبة من أجل هذا الهدف.
من وجهة نظر أربكان من أجل إيجاد نظام يتمحور حول الحقيقة و العدل في العالم تجاه النظم الحالي للعالم الذي تم إيجاده بناءاً على قرارات الصهاينة في مؤتمر يالطا فإن تأسيس 5 منظمات داخل العالم الإسلامي هو أمر ضروري:
1.منظمة الأمم المتحدة الإسلامية
2.السوق الإسلامي المشترك
3.منظمة الدفاع الإسلامي المشترك
4.اتحاد التعليم و الثقافة الإسلامية
5.عملة إسلامية مشتركة
يعتقد أربكان من خلال التذكير بتجاربه التي امتدت لعشرات السنين في مجال تعاون أوروبا مع العالم الإسلامي أن أوروبا تعتبر العالم الإسلامي في مستوى منتج للمنتجات الزراعية و الفاكهة فقط و ليست مستعدة لقبول الدول الإسلامية بعنوان قوة فنية و علمية في العالم. كما كان يعتبر أن مصالح تركيا التي جلست لسنوات تتأمل العضوية في الإتحاد الأوروبي ليست في عضوية الإتحاد الأوروبي بل في تشكيل اتحاد إسلامي بمشاركة دول العالم الإسلامي. كما أشار إلى آمال المسلمين من أجل العضوية في اتحاد مسيحي و نوع نظرة الإزدراء التي يوليها الصليبيون للعالم الإسلامي بسبب تفوقهم الصناعي، كما اعتبر أن حلم المسلمين للعضوية في الإتحاد الأوروبي ناتج عن هزيمتهم تجاه نفسيتهم من تشكيل سوق إسلامي مشترك من أجل إدارة العرض والطلب في العالم الإسلامي و محاربة الهيمنة الإقتصادية النقدية للصهاينة على العالم.
كان أربكان يعتقد أن الصهيونية عبارة عن تمساح تشكّل أمريكا فكّه العلوي و الإتحاد الأوروبي فكّه السفلي. في مخ هذا التمساح يقبع المفكرون الصهاينة كما أن جسده هم الدلّالون و حلفاؤهم الآسيويين و غير الآسيويين. يحاول العالم المسيحي تحقيق الأهداف التي لم يستطع تحقيقها عن طريق الحروب الصليبية يعني السيطرة على العالم الإسلامي و تقسيمه، من خلال الإتحاد الأوروبي و المنظمات المالية.
نوع نظرة أربكان هذه لعلاقات العالم الغربي مع العالم الإسلامي إضافة إلى كونها نابعة من نظرته للعالم القائم على الإسلام والكفر فهي ناتجة عن تجاربه الشخصية في مراحل مختلفة من إقامته في أوروبا. في الوقت الذي كان فيه أربكان يعرف في مرحلته الطلابية و بداية نشاطاته العلمية كشخصية مشهورة و تستحق التقدير في المجتمع العلمي الألماني فقد استطاع أن يفهم بعض خفايا و كواليس الآفكار الغربية الحقيقية للغرب تجاه العالم الإسلامي.
ففي كتابه البيان الفكري يستذكر أربكان حادثة تعود لمرحلة شبابه حيث كان طالباً في ألمانيا تكشف الوجه الحقيقي للعالم الإمبريالي.
تلك الذكرى بشكل مختصر على الشكل التالي:
كنت أعمل كمساعد للبروفيسور اشميت وهو أشهر أخصائي و الشخص الآول في موضوع صناعة المحركات في ألمانيا. ذات يوم أعطاني اشميت بطاقة دعوة و قال لي أنه مدعو إلى مؤتمر سرّي لكنه ولأسباب لا يستطيع المشاركة فيه وطلب مني أن أشارك في ذلك المؤتمر. في الليل ذهبت إلى مكان المؤتمر و مع إبرازي لبطاقة الدعوة استطعت أن أدخل قاعة المؤتمر الذي كان يخضع لإجراءات أمنية و رقابة شديدة وأن أجلس في مكان جلوس البروفيسور اشميت. كان موضوع المؤتمر الذي شارك فيه أشخاص معروفون من جميع الفئات المختلفة العلمية، الإدارية، السياسية و الإقتصادية بحسب بطاقة الدعوة هو «دراسة وضع السعودية الحالي». لكن الدكتور مولر المدير العام لشركة النفط ESSO باعتباره المتحدث الذي سيفتتح المؤتمر فقد قال:
«على الرغم من أنكم مدعوون إلى مؤتمر بعنوان «دراسة وضع السعودية الحالي» إلا أن هذا العنوان قد تم اختياره بسبب سرية الموضوع الأساسي للمؤتمر. الهدف الأساسي للمؤتمر هو أننا بالتعاون مع أصدقائنا الأمريكيين في منطقة الدمام السعودية فقد استطعنا أن نكتشف أكبر موارد النفط في العالم. لقد عدت مؤخراً من المنطقة. إنني أريد في هذا الإجتماع الذي اجتمع فيه أهم الأشخاص في أوروبا من أهم مدنها أن أستشيركم كيف يمكن لنا أن نستفيد من موارد النفط تلك لصالحنا. لذلك و بعد تقديم معلومات قصيرة عن وضع هذه الثروة فإنني أريد منكم أن تنقلوا إليّ توصياتكم.»
و يتابع أربكان: في ذلك الوقت كانت موارد النفط السعودية من أكبر الموارد التي تم اكتشافها حيث كانت تشكل 20 بالمائة من مجموع الموارد النفطية في العالم كله. منذ تلك اللحظة اتخذ الأوروبيون القرار من أجل التفكير في ذلك الأمر. ثم تابع الدكتور مولر كلامه حيث قدّم معلومات غريبة و عجيبة حول الإسلام و خلال ذلك الإجتماع قدّم الموجودون في الإجتماع اقتراحات غير إنسانية من أجل إخراج موارد نفط المسلمين من بين أيديهم، وقد كان ذلك اليوم من أصعب أيام حياتي في السيطرة على نفسي. لكن في تلك الليلة كتب رسالة مكونة من 40 صفحة لأصدقائي في تركيا و أخبرتهم بكل ما دار في ذلك الإجتماع.
أربكان و بناءاً على قراءته الجهادية للإسلام فقد كان يعتبر أن الإسلام هو دين التفاؤل و التسامح لكنه في الوقت نفسه كان يقيّم كلا القراءتين للإسلام يعني التفسير العنيف و التفسير المتساهل باسم الإعتدال على أنه انحراف عن مباديء الإسلام. لقد كان يعتقد أنه لا يوجد شيء اسمه الإسلام المعتدل، فالإسلام إسلام بجميع خصائصه الذاتية.
لقد كان يعتبر الإسلام و قضايا العالم الإسلامي قضية أبعد من الدين و كان يبذل جميع جهوده دائماً من أجل خلق تنسيق و لقاءات بين مسؤولي الدول و مختلف المذاهب الإسلامية. ففي فترة رئاسته للوزراء و من أجل التأكيد على نظريته حول الإتحاد الإسلامي الكبير و يؤكد على نظرته الأبعد من الدينية للأمور فقد كان أول سفر رسمي له و على عكس جميع رؤساء الوزراء في تاريخ تركيا الذين كانوا يسافرون إلى أمريكا فقد قام بزيارة إيران.
بغض النظر عن أنه كان رجلاً دينياً و متدين بالمذهب الحنفي إلا أنه كان يقيّم إيران و الثورة الإسلامية الإيرانية على أنها حركة ناتج عن قيام جبهة الحق ضد الباطل في تاريخ البشر كما كان يعتبر أن مساعدة إيران هي واجب حق عليه.
ونختم هذه السطور بترجمة الصفحة الأخيرة من كتاب «كفاحي» الذي قام بإصداره قبل عدة أسابيع من وفاته بعنوان بيانه الفكري و العقائدي:
إن كفاحنا إسلامي. كما أن غاية آمالنا نيل الرضا الإلهي. هدفنا تعزيز نظام الحق. آمالنا سعادة البشرية جمعاء. طريقنا الجهاد. أسلوبنا الإقناع. نعتقد أن السبيل الوحيد لخلاص البشرية هو الإسلام. فالإسلام ليس شيء سوى البناء الإلهي. و على هذا فهو كامل دون أن يعرف النقصان والعيب إليه سبيلا. إن السعي من أجل هذا الكفاح هو توفيق لا يناله أي شخص. سواء بذلتم جهوداً ليل نهار في هذا الطريق أم لم تهتموا بالنسبة لذلك فلن يكون لهذا تأثير على الإنتصار النهائي لذلك الكفاح، لكنّ الشيء المهم هنا هو الإمتحان الذي تمرّ به نفسنا في ذلك الكفاح.