هذه حكاية قناص من أهل السنّة ذهب إلى سورية برفقة ولده من أجل الدفاع عن الإسلام و اليوم عاد إلى إيران من أجل دفن ولده الشهيد ويقول أنه سيعود.
سورية هي مرقد ابنة الإمام الحسين ذات الثلاث سنوات وأخت سيّد الشهداء التي قطعت 40 منزل في الأسر لتكشف فضيحة أتباع يزيد إلى يوم القيامة، مرّ ألف وأربعمائة عام وكأن زينب قد اشتاقت لكربلاء ثانية حيث سلّ يزيديوا هذا العصر خنجرهم على حرمها كيلا يصل صوت الإسلام إلى 1400 عام القادمة.
في هذه الأيام يذهب آلاف الأشخاص بشكل طوعي إلى خط الدفاع الأول في سورية في سبيل الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل وخط المقاومة ضد الإستكبار والصهيونية كيلا يتعرّض الإسلام المحمدي الأصيل لأي أذى.
ذهبنا للقاء رجل كبير في السن يبلغ عمره 55 عام مدافع عن الإسلام في وجه التكفيريين، رجل شدّ رحاله للدفاع عن الإسلام حاملاً معه ولده سلمان ليعود اليوم مشيّعاً على أيدي المسلمين لينام بسلام في منزله الأبدي.
لقد جاء ليدفن ابنه الشهيد ويلتحق ثانية بصفوف المدافعين عن الإسلامم في سورية.
"بندوك برجسته" أحد رجال أهل السنة من سيستان وبلوشستان الذين ذهبوا إلى سورية برفقة ولده و بشكل طوعي من أجل الدفاع عن الإسلام ضدّ الإرهابيين التكفيريين في سورية، إنه والد "الشهيد سلمان برجسته" حيث حدّثنا في هذا اللقاء عن ذكريات محاربة التكفيريين. فقد أشار أن لديه ولدان وأربع بنات قائلاً: كان سلمان ولدي الأكبر حيث ذهب معي بعشق طلباً لرضا الله وأمن إيران والإسلام لمحاربة التكفيريين.
قنّاص أهل السنّة أخذ الإذن لولده من أمه
وأشار إلى مشاركته في حرب 8 سنوات الدفاع المقدس وعمليات مهران والفاو مضيفاً: كنت مشغولاً في العمل في بلدية بنت عندما عرفت أنه يمكن الذهاب إلى سورية بشكل طوعي من أجل الدفاع عن الإسلام لذلك قدمت استقالتي من البلدية و حباً بالإسلام دخلت المجموعات القتالية وهناك كنت قنّاصاً مع ولدي.
واستطرد والد الشهيد قائلاً: ذات يوم شددت رحالي للسفر ولم أمانع في طلب ولدي سلمان الذي كان سبّاقاً في الذهاب معي حيث رحّبت بطلبه هذا لكنّ زوجتي قالت إمّا أن تذهب أنت أو سلمان لكن لا تذهبوا كليكما.
وتابع: هدّأت من روع زوجتي وقلت هل تحبين أن يأتي يوم ويدخل الدواعش منزلنا ويقطعون رأس ولدك أمام عيونك و يعذّبونه؟ وأن لا يبقى شيء من الإسلام؟ اسمحي أن نذهب كلينا لندافع عنك وعن الإسلام فإذا رجعنا نعيش ثانية بسعادة إلى جانب بعضنا لكن إذا لم نعد فافرحي لأن زوجك قد ذهب واستشهد في سبيل رضا الله والدفاع عن الوطن.
وأشار مدافع الإسلام هذا إلى أنّ الدواعش ليسوا مسلمين بل هم كفّار وقال: كان معنا 7 من المقاتلين من أهل السنّة حيث استشهدوا في عمليات مختلفة وجميعهم كانوا قد جاؤوا طلباً لرضا الله والدفاع عن الإسلام وقد استشهدوا أملاً بالله، كما أنّ ابني قد جاء عشقاً للشهادة في سبيل الله وقد بلغ أمله الآن.
سب سعادتي أنني أدّيت دَيني للإسلام
وقال والد الشهيد و الإبتسامة مرسومة على شفتيه: إن فراق الولد صعب لكن ما يدعو للسرور هو أنني وفيت الدين الذي في عنقي وأنني سعيد لأنني قدمت ولدي في سبيل الله والإسلام.
وتابع: عندما كنا نتدرب التقطت صورة مع ولدي بالملابس العسكرية و وضعناها على مواقعع التواصل الإجتماعي عندها قال البعض أنهم ذهبوا ليقتلوا أخوتهم لكنني أقول لجميع أن الدواعش ليسوا أخوتنا وهم كافرون، فالمسلم قلبه رحيم مثل رسول الله(ص)، لكنهم لا يعرفون ما هي الرحمة؛ نحن المسلمون إذا قتلنا خروف فإن قلبنا يحترق لكنهم بدون رحمة أو شفقة يقطعون الرؤوس و يقطّعون الأجساد.
لو كان لديّ عدة أولاد أيضا لأخذتهم إلى سورية لمحاربة داعش
كما أوضح والد الشهيد أنّ هناك نساء و أطفال سوريون مشردون تركوا منازلهم ومتاعهم وقال: هذه المشكلة يمكن أن تواجهنا جميعاً فالسوريون مسلمون كما أنه يجب على الأخ التعاطف مع أخيه والآن وقت الجهاد وعلى المسلمون أن يكونوا يداً بيد ليتمكنوا من القضاء على داعش.
وتابع قائلاً: لو كان لديّ عدة أبناء لكنت أخذتهم معي إلى سورية لمحاربة داعش ليحاربوا أولئك الكفار لكنّ ولدي الثاني عمره 7 سنوات فقط ولا أستطيع آن أخذه معي من أجل المواجهة في سبيل الله وأمن البلد و الإسلام.
وأكد مدافع الإسلام أنّ روحه وعائلته فداء الإسلام فقال: يجب على المسلمين أن يجاهدوا في سبيل الله ولهذا السبب فإنني حتى آخر قطرة دم في عروقي و حتى ينتصر الإسلام لن أتوقف عن محاربة الكفار فإما أن أستشهد و إما أقضي على الدواعش.
اذهبوا لمرة واحدة إلى سورية إن أمكن
كما أوضح أن الدول العربية تدفع أموالاً طائلة من اجل توجيه ضربة للإسلام مضيفاً: أطلب من الناس أن يذهبوا إلى سورية مرة واحدة إن أمكن ليروا بأم أعينهم ماذا تفعل داعش بالمسلمين وأي ظلم ترتكبه بحقهم، أقول أن هذا الوقت هو وقت الجهاد في سبيل الله لأن الرسول(ص) أمرنا أن نقوم بواجباتنا وأن لا نسمح لأرجلهم أن تطأ أرضنا.
وتابع والد الشهيد: ذات ليلة أثناء العمليات كنت أحفر خندقاً وجميع المدافعين كانوا خلف الساتر فقال لي شخص لماذا لا تذهب أنت ألا تخشى أن تصيبك رصاصة فقلت له أنني جئت من أجل الشهادة في سبيل الله وإذا استشهدت أنا فهذا جيد ليبق الشباب أحياء فإن لديهم قوة أكبر على محاربة داعش.
سأدفن ولدي وسأعود ثانية
وتابع والد الشهيد قائلاً: البعض قال لي أنك ذهبت من أجل النقود ولكن أية قيمة للنقود أمام روح ولدي.
وأضاف: في اليوم الذي استشهد فيه ولدي أخبروني أن ابنك قد أصيب فتعال إلى المستشفى وفي وسط الطريق أبلغوني أن ولدي قد استشهد. أحد زملائي في الميدان قال لي اذهب مع ولدك إلى مدينتك فقلت له على عيني؛ كل ما تأمر به فأنا حاضر! سأذهب لأسلّم ولدي إلى أمه وأدفنه ثم أعود.
وأكد أنّ الشيعة والسنّة أخوة ويعتبرون المسجد مكاناً مقدساً مضيفاً: يكفي أن تذهب إلى سورية لتر ماذا يفعل هؤلاء الكفار، فالدواعش في أحد مساجد أهل السنة في سورية لم يرموا المصاحف فقط على الأرض بل إنهم دخّنوا السجائر في ذلك المكان المقدس بمنتهى البساطة ولوّثوه.
وتابع برجسته: لا تتجرأ داعش على محاربة إيران لأنها لا تقدر على ذلك و تعلم جيداً أن الجميع في أنحاء البلاد وخاصة بلوشستان مستعدون للجهاد وهزيمتهم في إيران مؤكدة.
وقال مصاب الحرب أثناء الدفاع المقدس أنه لم يراجع أي مكان حتى الآن ليأخذ تعويض إصابته وقال: إنني أجاهد في سبيل رضا الله وأمن البلاد فقط.
وأضاف: لقد قال البعض أن حرب إيران والعراق لا تختلف شيئاً عن حرب سورية وداعش بينما العراق وإيران كانوا مسلمين لكن هنا حرب الكفّار والمسلمين وهم لا يرحمون ويهتكون أعراض الناس بمنتهى السهولة فهم مسلمون بالإسم فقط.
وأضاف أن إسلامنا هو الإسلام المحمدي الذي يحمل معنى الرحمة و المحبة مضيفاً: إن داعش أسوأ مائة مرة من صدّام والعراقيون في الحرب لم يكونوا مثل الدواعش لذلك يجب أن ننهض جميعاً للجهاد قبل أن يفوت الأوان.