بعد مجيء الملك السعودي الجديد تولّى شؤون وزارة الخارجية في هذا البلد تيار تمت تربيته في الغرب وكان أداة مباشرة للأمريكيين، وتحت تأثير تطورات المنطقة وتعزيز موجة الإيرانوفوبيا والشيعة فوبيا تم السعي لجعل المملكة محوراً للمواجهة مع إيران.
على الرغم من أن البعض يظنون دون وعي أنّ تيار السعوديين الميّال للغرب يمكن التعاون معه أكثر إلا أن عادل الجبير و زملاءه قد أثبتوا خلال هذه الفترة القصيرة أنهم هكذا تربّوا في مدرسة الجامعات والمراكز الأمنية الغربية بحيث أنه لا يوجد تيار يمكن أن يأخذ منهم مفتاح العداوة مع الثورة الإسلامية الإيرانية!
للأسف وفي خيانة واضحة للعالم الإسلامي فإنهم يقصدون استبدال أولوية المواجهة مع اسرائيل إلى معاداة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أن الرابح الأكبر من تغيير الأولوية هذا هم المحتلين الصهاينة وداعميهم الأمريكيين والغربيين.
تريد السعودية من خلال إثارة المشاعر الدينية في العالم الإسلامي وإثارة العصبيات العرقية في العالم الإسلامي على إثر مشاريع العراق وسورية واليمن أن تظهر نفسها كقوة قادرة على التعامل مع ما تسميه النفوذ الإقليمي لإيران، وهي لا تقدّم عملياً من خلال إثارة تلك الحروب والإشكالات اليومية سوى النار والدم لعائلات المسلمين في المنطقة!
الدعم العلني للمجموعات الإرهابية والدواعش الناشطون في العراق وسورية، مهاجمة البحرين وقمع الشعب الأعزل المحتج على عدم وجود الديمقراطية، الهجوم الوحشي على اليمن باسم الدفاع عن الشعب اليمني، إعدام السياسيين الشيعة و السنة المعترضين على قمع الحكومة...كلها قائمة من القوائم السوداء للحكومة السعودية التي تقدّم نفسها بمساعدة الدعم الغربي ودولارات البترول على أنها «المنقذ للعالم الإسلامي»!
إنّ توعية الشعوب المسلمة التي تعلم جيداً طبيعة السعودية وحكامها العملاء لأمريكا هي أفضل استراتيجية لحماية السنّة والشيعة القلقون من ضياع حكّام الدول الإسلامية وقد ينسون هذه الأيام ماهي حقيقة السعودية...