النص التالي حوار مع محمد جمال رهنما الإبن الأكبر للشيخ مصطفى رهنما.
كفاح ما قبل الثورة
أنا محمد جمال رهنما الابن الأكبر للشيخ رهنما
بما أنّ والدي كان منهمكاً في أيام شبابه بالكفاح فقد تزوج من والدتي في سن 25، لهذا السبب فإنني أتذكر من بداية طفولتي أشياء من لقائه مع شخصيات مناضلة في زمن الطاغوت ومن بين ذلك مرافقته لآية الله الطالقاني، سعيدي أو قادة الكفاح الآخرين. بالطبع إذا كان القدماء يتذكرون أنه في تلك الفترة كان يتعاون مع الجميع وبدون الإختلافات الموجودة الآن، كما كان يتماشى فكرياً مع جميع المجموعات وهذا لا يعني قبول أو عدم قبول هذه المجموعات؛ بل كان يعتبر أن ساحة النضال هي ساحة واسعة.
سافر في سن الخامسة عشر إلى النجف من أجل الدراسة واستفاد من وجود علماء من الطراز الأول مثل الإمام الراحل ثم عاد ثانية إلى إيران وبدأ في ذلك الوقت بالكتابة في الصحف المختلفة والمشهورة في ذلك الوقت.
لقد ذهبت مرات عديدة برفقة والدي لرؤية آية الله الطالقاني وكذلك السيد هادي الخامنئي في المكتبة المصطفوية الواقعة في ناصر خسرو والتي كانت مركزاً للمناضلين. وحتى أنني أتذكر أنه بعد انتصار الثورة جاء ياسر عرفات ذات يوم إلى منزلنا لرؤية والدي
.
الأجواء العالمية في الأسرة
لقد أسمى والدي جميع أبنائه بأسماء مناضلين سابقين .
الإبنة الأولي جميله بوحيرد: مأخوذ من اسم إحدى النساء الثورويات المشهورات في ثورة الجزائر.
الإبن الثاني محمد جمال: لأنني ولدت في فترة الحرب بين العرب واسرائيل فإن اسمي مأخوذ من اسم جمال عبدالناصر.
الإبن الثالث ياسر علي: من اسم ياسر عرفات.
الإبنة الرابعة ليلي خالد: عضوة المجلس المركزي للجبهة الشعبية من اجل تحرير فلسطين والتي أعدمت بواسطة اسرائيل.
الإبن الخامس صامد حسن: الصامدون إحدى المجموعات الفلسطينية المناضلة.
الإبنة السادسة فاطمه برناوي: أول امرأة فلسطينية وقعت في الأسر في عام 1967 حيث تم اعتقالها بعد أن وضعت قنبلة في سينما تل أبيب.
اسم حفيدته ريشل كوري ؛ اسم الفتاة الأمريكية التي استشهدت تحت البلدوزر الإسرائيلي.
قلق من أجل جميع مستضعفي العالم
كانت علاقته بالتيارات والحركات الإسلامية أقدم بكثير من الأحداث المعاصرة والصحوة الإسلامية، فمنذ أن بدأ مناضلوا الحرية الكشميريين نضالهم من أجل استقلال بلادهم دخل والدي المعترك، وبعد ذلك شارك في متابعة الثورة الجزائرية من خلال وضع الأخبار برفقة المناضلين المدافعين ضد المحتل الفرنسي. أتذكر أنه قام برفقة آية الله الطالقاني وعدة أشخاص من العلماء بإدخال عدد من الجرحى في مشفى شفا يحيائيان في طهران. وبعد ذلك حمل هاجس القضية الفلسطينية حتى آخر عمره. لقد كان قبل الثورة يحظى باهتمام جميع مناضلي العالم لأنه كان لديه معرفة بجميع نشاطات دعاة الإستقلال ومناهضي الإستعمار في ذلك الزمن وكان يحاول أن يكون نشطاص في اتخاذ المواقف.
كانت نقطة العطف في حياته في سن العشرين بمشاهدة الظلم الذي كان يحيق بالمسلمين حيث تأثر بذلك كثيراً وهذا ما جعله يؤسس (جمعية المسلم الحر) التي كانت تهدف لتحويل المسلمين إلى معسكر قوي.
قال الإمام: لا تنفق هذه النقود على فلسطين!
ذهبت إلى عند الإمام(ره) من أجل عقد أختي الكبرى. بعد قراءة خطبة العقد عندما أردنا أن نستأذنه للذهاب قام الإمام بمناداة الشيخ رهنما وأعطاه مقدار من النقود كهدية و شكره و قبل أن نبتعد عدة خطوات ناداه الإمام ثانية وقال: يا شيخ رهنما أعطيتك هذه النقود لتجهيز ابنتك لا لكي تنفقها على فلسطين! كانت إحدى صفات والدي أنه عندما تصل النقود إلى يديه فإنه يضع حصة فلسطين جانباً.