قرر الإنکلیز بناءاً على سیاستهم المعتادة، فرّق تَسُد، إثارة الإختلاف بین الشیعة والسنة وبهذه الطریقة یضربون أخوّتهم و وحدتهم ویوقفون حرکاتهم المناهضة للإستعمار. لهذا السبب قام مندوب الإنکلیز فی العراق بإرسال سکرتیره محمد حسین الکابلی إلى عند المرحوم خالصی مرسلاً له رسالة:
«إنّ مندوب الإنکلیز یرید تخلیص الشیعة من ظلم و جور الحکّام الأتراک وتسلیم جمیع الأعمال الحکومیة فی العراق للشیعة وأن ینتقم لهم من السنّة العنیفون الذین هضموا حقوق الشیعة لأعوام طویلة.»
وفی الوقت نفسه أرسل شخصاً آخر إلى الشیخ یوسف السویدی والشیخ أحمد داوود والشیخ ابراهیم الراوی من علماء أهل السنة المشهورین فی العراق وحذّرهم من خطر تسلّط الشیعة على العراق وعدائهم لأهل السنة والجماعة.
فقد قال لعلماء أهل السنة:
«إن لدیه وثائق بین یدیه تظهر أن الشیعة یحاولون السیطرة على شرون العراق ویریدون تشکیل حکومة شیعیة وإذا حدث مثل هذا الشیء فسیکون له عواقب وخیمة على أهل السنّة وَ خاصة على علمائهم.»
وبما أنّ آیة الله خالصی کان على معرفة بالدوافع الشیطانیة للإنکلیز من وراء هذه المساعی فقد أصدر بیان على وجه السرعة وأعلن فیه:
«یرید الإنکلیز بثّ التفرقة بین الشیعة والسّنة من أجل تخلیص أنفسهم والتمویه على ممارساتهم اللاإنسانیة. لیس لدى الشیعة وعلماء الشیعة فی حوزة النجف العلمیة وکربلاء أیّ هدف سوى محاربة المحتلین والمستعمرین الإنکلیز وإخراجهم من البلاد وإنهم یقبلون بحاکم مسلم ولو کان من أهل السنّة.» [1]
[1] - مجلة رسالة الاسلام، عام 6 العدد 57/1.