إن النظرة السائدة الموجودة تجاه طريقة مواجهة التيارات الفكرية المتطرفة التي ظهر بعضها بشكل عملي هو قمعها بشدة بينما لا يصحّ هذا الحكم على جميع المصاديق. يجب أن نرى إن كانت الأرضية الفكرية والإجتماعية لظهور هذه الفكرة وكذلك ظروف انتشارها وتوسّعها ستزول بهذا التعامل الجسدي أو الأمني، أم على العكس فإنه سيترك أثراً عكسياً أيضاً.
إن النظرة السائدة الموجودة تجاه نوع مواجهة التيارات الفكرية المتطرفة التي ظهر بعضها بشكل عملي هو قمعها بشدة بينما لا يصحّ هذا الحكم على جميع المصاديق. يجب أن نرى إن كانت الأرضية الفكرية والإجتماعية لظهور هذه الفكرة وكذلك ظروف انتشارها وتوسّعها ستزول بهذا التعامل الجسدي أو الأمني، أم على العكس فإنه سيترك أثراً عكسياً أيضاً.
من بين أرضيات التوجه إلى التيارات المتطرفة مثل الوهابية وجود أرضيات إجتماعية لعدم الرضا والشعور بالتمييز، يعني هذه الأفكار والآراء لم يكن لها ولن يكون قاعدة بين أهل السنة لكن هناك أسباب أخرى تؤدي إلى الإقبال على ذلك. فإذا لم تتضاءل تلك القضايا فإنّ خطر الإلتحاق بتلك الحركة أو بأية حركة متطرفة أخرى والتي تسعى لإظهار نفسها على أنها وجه لمعارضة سياسية وإجتماعية سيكون محدّقاً!
يُلاحظ أيضاً عدم وجود سعة الصدر اللازمة من اجل مواجهة المنتقدين من أهل السنة. فأئمة الجماعة الذين يطرحون انتقادات سياسية وإجتماعية-محقة أيضاً- تتم مساءلتهم، بينما القضية تكمن في أنه إذا كان هؤلاء الأشخاص المعتدلون من الناحية الفكرية لا يمتلكون القدرة على طرح انتقاداتهم بشكل منصف، فإنهم سيخسرون جمهورهم وبالتدريج فأنّ جمهورهم الذي وجدهم قوات منقادة للحكومة بلا منازع سينجذب إلى التيارات المتطرفة.
أثبتت التجربة أنه على الرغم من وجوب الوقوف بحزم في وجه أعمال المتطرفين كما أن كلفة تكرارها تتضاعف، إلا أن التعامل العنيف مع ظاهرة ناعمة ليست حلّاً ثابتاً وعميق. هذه القضايا يجب أن تتم دراستها بشكل دقيق بكافة جوانبها الإجتماعية.
الجهل والأمّية، الفقر والبطالة، الشعور بالإهانة والسخط والأسوأ من هذا كله الشعور بالتمييز والقيود هي من بين القضايا التي تؤمّن بشكل جيد الأرضية لنمو التطرف. إن استئصال تلك القضايا أو التخفيف منها هو أفضل حل للتصدّي للتطرف. وفي هذا الصدد أيضاً فإنّ تعزيز التسامح و خلق منصّة للنشاط الإجتماعي الحر لجميع الأفكار والأذواق المعتدلة سيكون مؤثراً في تلطيف الأجواء.