كما قال الرسول الأكرم «ص»: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى.» كما لا يُتوقع منك غير هذا. هذه هي أيضاً طريقة وَ دأب أنصار الشريعة وأعلام الفضيلة وحماة أصول الإسلام وخاصة في مثل هذه الظروف الحرجة.
القاهرة – سماحة العلّامة «الشيخ محمود شلتوت» المحترم أيّده الله وأبقاه لنفع العلم و الإسلام- آمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و تحياته. علمت عن طريق إذاعة القاهرة أنك أرسلت لنا برقية تعزية بمناسبة الأحداث الدموية التي وقعت في إيران في أيام الشهر الحرام، لكن وكما جرت العادة فإن الأطراف المعنية لم توصل إليّ برقيتك الغالية، كالكثير من الحالات الأخرى المماثلة التي لا يوصلونها لي، و بمجرد أن علمت بالأمر فإن الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو إكبار مشاعرك النبيلة و عواطفك السامية والثناء على تلبية سماحتك لنداء استغاثة المسلمين وصراخ المؤمنين وتأثّرك وتألّمك بسبب المصائب التي حلّت بأخوتك. كما قال الرسول الأكرم «ص»: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى.» كما لا يُتوقع منك غير هذا. هذه هي أيضاً طريقة وَ دأب أنصار الشريعة وأعلام الفضيلة وحماة أصول الإسلام وخاصة في مثل هذه الظروف الحرجة.
نعم إن يد الفتنة والإستكبار بالتعاون مع الأيادي الصهيونية وعملائها- التي يتبرّأ منها الشعب الإيراني- قد ارتكبت هذه الجريمة التي يأنف أيّ توحّش وهمجية من ارتكابها، حيث قاموا بمداهمة منازل كبار العلماء بشكل وحشي واقتادوهم إلى السجون كما قاموا بقتل الأبرياء الذين خرجوا في تظاهرات من أجل نصرة حقهم و دعم علمائهم، كما ارتكبوا الكثير من الفظاعات الأخرى التي يطول الحديث عنها؛ وإننا نشكو إلى الله بثّنا وليس لنا ملجأ وملاذ سواه.
بغض النظر عن هذا كله فإن هناك اشخاص يتسترون بثوب الإسلام كذباً و نفاقاً و يوجهون التهم الباطلة والمسيئة لعلماء الدين وهدفهم من ذلك بث بذور التفرقة وإهانة علماء الدين؛ وإن عملهم هذا قبيح جداً سائلين الله الواحد الأحد أن يردّ كيدهم في نحورهم. وكما قال سبحانه وتعالى: « قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون» (النحل / 26).
فياليت العالم الإسلامي كان يعرف تلك الحقائق و يطّلع على فضيحة تلك الفتنة الظالمة التي انتهكت حقوق الشعوب وحرياتهم الدينية والإجتماعية. وفي الختام أسأل الله المتعال أن يضع حدّاً لآلام ومعاناة هذه الأمة. كما أنني أدعو لكم وأوجه لكم جزيل الثناء والسلام عليكم.
25 محرم الحرام 1382 ه.ق / السيد محمد هادي ميلاني