في يناير 1973 عندما قرر محمد رضا بهلوي أن يلغي عقود إيران مع عدة شركات نفطية أمريكية، أرسل الرئيس الأمريكي آنذاك نيكسون رسالة طلب فيها من الشاه أن يتراجع عن قراره هذا وأنّ القيام بهذا الأمر ليس في مصلحته. في البداية غضب الشاه الذي كان شخصاً متهوراً وقال لوزير بلاطه (أسد علم الله): «الجبان يكتب لي توقف عن حماية مصالح شعبك لأقول لك ماذا عليك أن تفعل وإذا لم تفعل فإن علاقاتنا ستتوتر. أريد أن لا تستمر هذه العلاقة لمائة عام سوداء .» لكنه بعد فترة ثاب إلى رشده ونفّذ الأمر.
الدكتور محمدصادق كوشكي
كالعادة كان هناك حكمة مخفية في كل عمل خير تقوم به أمريكا: المساعدة المالية للمحتاجين الإيرانيين قد تسبب في أن يعثر العالم الصناعي على كنز لمدة 25عام. وحول هذا الموضوع كتب جيمس بيل وهو باحث أمريكي: «إن تدخل أمريكا في أحداث 28 مرداد قد أهدى التاج وكرسي السلطة 25 عام آخر لعائلة البهلوي وجعل أصحاب الصناعات النفطية قادرون على الحصول على 24مليار برميل نفط بسعر رخيص من مستودعات إيران. هذه الكمية من النفط كانت تباع على مدى 20 عام بسعر 1دولار و70 سينت كحد أكثر ومن كل برميل تكون حصة الحكومة الإيرانية 50 بالمائة فقط.»[1]
كانت الحكمة من هذا العمل الامريكي أنها استهدفت بسهم واحد أربع أهدا: ساعدت المحتاجين الإيرانيين، وكسبت ودّ عائلة بهلوي، كما أمّنت للدول الصناعية نفط رخيص وأوصلت الشركات العالمية إلى ربح خيالي ومن أجل أن توصل إيران إلى حضارة عظيمة وضعت نقود النفط بين يدي الشاه! في الححقيقئ كان الجميع (انطلاقاً من محتاجي إيران حتى الشركات النفطية متعددة الجنسية) راضون عن عمل أمريكا الخيري هذا وكانوا يدعون لها، وإذا استطعت أن تدخل في عقول المسؤولين الأمريكيين لوجدت أنهم كانوا يسعون لدعاء الخير هذا وأنّ مليارات الدولارات التي كانت نتيجة عمل أمريكا الإنساني (يعني مساعدة 60 ألف دولار لفقراء إيران) أصبحت نصيب الشركات النفطية وشركات السلاح الأمريكية لم تكن تهم المسرولين الأمريكيين أبداً.