تحدث حجة الإسلام محمد جواد نظافت مؤسس حوزة حضرة المهدي (عج) العلمية في ندوة بدء العمليات الثقافية ضد التشيع الإنكليزي الذي أقيم في مسجد المنتظر في مشهد فقال: إن علماء الوهابية ومن أجل تحريض الآخرين على محاربة التشيع يقومون ببث أصوات وَ خطب اللعن والمسبّة للأشخاص وكما نرى اليوم فإن ذلك تسبب بإراقة دماء المسلمين
دين أهل البيت دين المحبة والرحمة
أشار حجة الإسلام نظافت إلى أهمية العقائد الحقّة لدى الشيعة مؤكداً: ينبغي على الشيعي أن يعرف عقائده ويدافع عنها لتمتزج مع روحه وتتغلغل في قلبه. إننا نعتقد أنّ مسؤولية المسلمين في عصر الغيبة تقع على عاتق الولي الفقيه وينبغي على الجميع اتّباع أوامره.
كما أشار إلى هذا الحديث وهو أن معاداة أعداء أهل البيت(عليهم السلام) من شروط محبة أهل البيت: يجب الإنتباه إلى أن البراءة من أعداء أهل البيت(عليهم السلام) وأعداء الله هو أمر واجب لكنّ تحديد عدو الله وأهل البيت(ع) هو أمر صعب وأساسي.
وأضاف نظافت: عندما تبرّأ ابراهيم عليه السلام من عمّه بعد أن أتمّ عليه الحجة وتأكد أنّ عمه لن يقبل الحق. لذلك يكون لدينا الحق في البراءة عندما نعرض الحقيقة على الأشخاص وتتضح لهم الأمور.
وتابع أستاذ الحوزة العلمية: مع اننا نتبرأ من أعداء الله إلا أننا لا نتبرأ من المشركين. يعني بشهادة القرآن ليس لدينا الحق في البراءة و معاداة الشخص الذي لم تعرض عليه الحقيقة. مع أننا نعتبر أن فكر الأشخاص منحرف إلا أننا نحب أن نعرض عليهم الحق ليتضح لنا موقف الأشخاص والمستضعفين فكرياً.
وأكد حجة الإسلام نظافت على أن «أهل البيت هم محور للوحدة بين المسلمين وليس محوراً للتفرقة والإختلاف» فقال: بما أن الإسلام دين كامل فإنه يعلمنا طريقة التعامل مع المعارضين لذلك ليس لدينا الحق في أن نتقدم على أهل البيت(ع).
دين الإسلام هو دين المحبة كما أنّ سلوك الرسول والأئمة كان مليئاً بالمحبة والرحمة.
وأكّد: دين أها البيت هو دين المحبة، لذلك يقول أمير المؤمنين(ع) لمالك أحبب عمالك لأنهم أما أخوتك في الدين أو أخوتك في الإنسانية؛ لأن الإنسان لديه القدرة والإمكانية ليصبح من أهل الجنة.
وتابع نظافت: يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن أننا لا ننهي عن الإحسان للمشركين. حتى لو شاهدنا وهابياً فإننا نحسن إليه، فإما أن يلتفت إلى الحق ويعود إليه أو تتم عليه الحجة.
تعامل أميرالمؤمنين(عليه السلام) باحترام مع عائشة
وفي شرح سيرة أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع المعارضين والأعداء اعترف هذا الباحث الديني: لقد كان علي (عليه السلام) حذراً للغاية من طرح المواضيع الإختلافية؛ على سبيل المثال سأل شخص علي(ع) كيف منعوك عن الحكومة مع أنك تليق بها. فأجاب: بخل البعض بهذا الأمر والبعض الآخر تجاوز الأمر بسخاء. ثم سأل الإمام ذلك الشخص: «لماذا لا تسأل معاوية الذي نحاربه؟»
وأضاف حجة الإسلام نظافت: مشكلة البعض أنّهم مازالوا مقيدين بالتاريخ، لذلك فإنهم لا يشيرون بأدنى إشارة إلى العداء مع أمريكا و اسرائيل. من هم الأشخاص الذين هدتهم داعش وآل سعود؟ هذه ألاعيب الشيطان حيث يشغل الناس بعدو إفتراضي و يمنعهم من الإهتمام بالعدو الأساسي.
وأضاف: يجب ان لا نحارب ولا نشتبك مع الشيعة الذين يتسببون بالإختلاف وهدفنا فقط تنويرهم و توعيتهم.
وأضاف أستاذ الحوزة العلمية: لقد حافظ أمير المؤمنين(ع) على حرمة عائشة وتعامل معها باحترام وَ أوكل حسابها لله و ليوم القيامة. في مكان آخر سأل الخليفة الثاني الإمام(ع) عن المشاركة في الحرب قام الإمام بمنتهى حسن النية ومع الأخذ بعين الإعتبار قضايا الإسلام الكبرى والأساسية بنهي عمر عن المشاركة في ساحة المعركة وقال: أنت كخيط المسبحة في المجتمع الإسلامي فإذا قُتلت انهار المجتمع.
وأضاف: لقد أخذ أمير المؤمنين(ع) مصالح المجتمع دائماً في عين الإعتبار و كان يوجّه ويساعد الخلفاء فعلى سبيل المثال يقول: لقد دافعت عن عثمان لدرجة أنني أخاف أن أكون قد أذنبت! أو في الحرب حيث نهى عليه السلام الجيش عن شتم الأعداء. حتى أن الإمام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية يدعو لحرس الحدود مع أنهم جنود حكومة يزيد، لذلك لو لم يكن عطف الأئمة موجوداً لما كان الإسلام قد وصل إلينا.
في هذا العصر ليس لدينا اجتماع خاص للشتم
وقال نظافت: في زمن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) كان أحد أحفاد عمر يسيء لأمير المؤمنين (عليه السلام) لكنّ الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) غيّره بلطفه وعطفه فالتحق بالحق ليصبح واحداً من أنصار و مدافعي أمير المؤمنين والإمام موسى الكاظم (عليه السلام). يؤكد القرآن أنه إذا أساء لك شخص فقابل إساءته بالإحسان.
و يضيف: يقول الله في سورة الأنعام بما معناه لا تسبّوا المشركين فيسبّوا ربّكم، يقول المعصوم (عليه السلام) حول هذه الآية، المقصود من هذه الآية سبّنا نحن أهل البيت. في مكان آخر لعن الإمام الصادق(عليه السلام) شخصاً كان يلعن أعداء أهل البيت(ع) بشكل علني.
واعترف هذا الأستاذ الجامعي إلى أنه لا يمكننا أن نقول أنّ الإسلام ليس فيه لعن، لكنّ اللعن هو دعاء و تذمّر مصرّحاً: هذا معناه أننا ندعو أن يحرم الله الشخص من رحمته ويبعده عنها. لكن النقطة الهامة هي ان هذا اللعن والدعاء لا ينبغي أن يكون علنياً لأنه يؤدي إلى خلق توترات دينية واختلافات. حتة أن المعصومين قد نهوا عن اللعن في الخلوة، ومن جهة أخرى فإنه ليس لنا في هذا العصر أي اجتماع خاص وكل شيء ينتشر بسرعة عن طريق الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي.
وأضاف: السبّ والشتم العلني ئلم لأهل البيت (عليهم السلام). إن المراسم التي تقام بعناوين مختلفة من أجل الإساءة إلى مقدسات أهل السنة هي ظلم لأهل السنة لأنهم يحرمون بذلك من معارف أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا خلاف لأوامرهم.
وأشار هذا الباحث في نهج البلاغة أن الوهابية تعتبر أن لعن خلفائهم هو أحد أسباب تكفير الشيعة مضيفاً: إن علماء الوهابية ومن أجل تحريض الآخرين على محاربة التشيع يقومون ببث أصوات وَ خطب اللعن والمسبّة للأشخاص وكما نرى اليوم فإن ذلك تسبب بإراقة دماء المسلمين وقتلهم. ليعلم هؤلاء الأشخاص أنهم شركاء في هذه الدماء وعليهم أن يتحمّلوا المسؤولية.
وتابع نظافت: يقول الإمام الرضا (عليع السلام) أنه عندما تنتشر معارفنا فإنه يتمّ تعليم الآخرين مالا يعلمونه.
الإختلاف بين المسلمين عذاب إلهي
وأضاف حجة الإسلام نظافت: لماذا لم تبث ملحمة الأربعين وتجمعاتها الضخمة في القنوات الغربية لكن في يوم عاشوراء قاموا بنشر مراسم التطبير؟ لماذا لا يدرك قادة الأفكار الخلافية هذه القضايا؟ هنا مجال للشك بأن أمراص ما يحضّر في الخفاء. فلماذا يمنع لشخص الذي يزعم أنه مجتهد بثّ معارف أهل البيت(عليهم السلام)؟
وأضاف: الإختلاف بين المسلمين عذاب إلهي. يجب القيام بحوارات ومناقشات من اجل إثبات أحقية الشيعة. عندما سأل شخص يهودي أمير المؤمنين (عليه السلام) حول الإختلاف بين المسلمين فأجابه بهذا السؤال وهو لماذا عدتم إلى عبادة الأصنام أنتم اليهود لم تجف أرجلكم بعد من عبور البحر؟ لم يكن الإمام يذكر الإختلافات أبداً أمام العدو. فما هو المبرر والذريعة لأولئك الذين ينشرون التفرقة في أرض أعداء الإسلام؟
وفي الختام قال مدير مدرسة الإمام المهدي(عج) العلمية: يجب أن نشرح للناس أنّ الإختلافات الدينية تسبب زوال الأمن، مثل ما يحصل في سورية والعراق. كلما اقتربنا من الفرج كلما أصبحت التقية واجبة أكثر. اليوم لم يعد لدينا اجتماع خاص وعلينا أن نعرّف الناس على معارف أهل البيت(ع) الحقيقية لنكون السبب في سرور المعصومين.