إشارة: من الأقسام التي تمّ أخذها بعين الإعتبار في مجلة أخوة الإلكترونية طرح سؤال أو قضية وتقديم أجوبة مختلفة من أشخاص مختلفين بوجهات نظر مختلفة. سؤالنا هذه المرة ما هي استراتيجيات تعزيز فكر الوحدة في الحوزات العلمية. يجيبنا حجة الإسلام غريب رضا على سؤالنا هذا ضمن إطار مقال شفهي:
الكثيرون في الحوزة يعتقدون بالوحدة. يجب أن نتساءل لماذا أولئك الذين يعتبرون أنفسهم وحدويون متواجدون في أجواء لا يعلنون فيها عن معتقداتهم؟ لماذا التيارات المناهضة للتقريب صوتها مرتفع أكثر على الرغم من قلة عددها؟
يجب الإشارة إلى نقطتين من أجل الإجابة على هذا السؤال. الأول أنه إذا تمّ القيام بعمل علمي دقيق على مفهوم خاص في العلوم الحوزوية وخاصة الفقه فإنّ ذلك سيجد أجواءاً دعائية جيدة. فمثلاً يطرح الإمام الخميني موضوع ولاية الفقيه. عندما تمّ العمل العلمي الدقيق للإمام عندها قام بالدعاية له ونشره ليتّسع ذلك الرأي.
إذا أردنا أن نخاطب في مجال العلماء و رجال الدين فلا بدّ لنا من خطابهم بأدبياتهم والتحدث معهم في الفقه. لذلك يجب أن نسأل لماذا منذ بداية الثورة حتى الآن لم يكن لدينا درس خارج بموضوع الوحدة الإسلامية؟ لماذا لم يتم العمل بشكل عملي على فقه الوحدة؟
إذا أردنا أن نخاطب في مجال العلماء و رجال الدين فلا بدّ لنا من خطابهم بأدبياتهم والتحدث معهم في الفقه. لذلك يجب أن نسأل لماذا منذ بداية الثورة حتى الآن لم يكن لدينا درس خارج بموضوع الوحدة الإسلامية؟ لماذا لم يتم العمل بشكل عملي على فقه الوحدة؟
النقطة الأخرى هي موضوع الإفراط والتفريط. فكما يجب علينا مواجهة التيار الإفراطي الذي يحارب الوحدة فإن علينا أن نوجّه النقد لتيار التفريط الذي تنزّل إلى هوية المذهب. هذه المبالغات والتفريط قد وضع الذريعة بين يدي مناهضي الوحدة ليقوموا بتشويه خطاب الوحدة. بين هذين الخطين هناك خط اعتدال قدّم أسسه و مبادئه سماحة قائد الثورة والإمام الخميني.
السبب الآخر لعدم وجود موضوع الوحدة في الحوزة هو أنّ هذا الحجم الضئيل الذي عملنا به على الوحدة لم نعممه أو مجعله شاملاً. يجب أن يُفتح باب الحوار والتنظير والإدلاء باستدلالات الوحدة المنطقية ليأخذ هذا الخطاب مكانه الطبيعي. لا يمكن أن لا نقول أي شيء في هذا المجال فيتواجد معارضوا الوحدة بشكل جدي في الساحة كما اننا نأمل في أن يصبح خطاب الوحدة عاماً. إذا أردنا أن نختصر جميع الأجوبة في عبارة واحدة فهذا معناه: «مع الدعاية التي تقوم بها الحركة المناهضة للتقريب تشوهت النظرة العامة للوحدة بمعنىأنه يُنظر إليها على أنها تراجع عن عقائد الشيعة. بينما الأمر ليس هكذا أبداً. فلا تعريف الوحدة كان شيئاً كهذا ولا مثل هذا الشيء قد حصل عملياً
حجة الاسلام حميد غريب رضا، طالب في حوزة قم العلمية ومدير مؤسسة الحوار الديني.