في سورية كنا ندرس في مدارس مناهجها سنّية بالكامل وعصراً كنا نذهب إلى الحسينية ونتعلم عقائدنا الشيعيية بمنتهى الحرية ولم يصبح أيّ منّا سنّي! وبالمناسبة فقد تعرّفنا بشكل أفضل على عقائد الطرف الآخر وعرفنا الشيء الذي يتحسسون منه والذي ساعدنا في حياتنا المشتركة لنفهم بعضنا بشكل أفضل. عندم نفصل كل شيء فإن صوراً تتشكل في أذهاننا ويحصل تباعد ليس معروف من أين ينشأ وبالطبع تصبح الحياة صعبة.
عليرضا كميلي
صديق قديم و نتيجة مفيدة
التقيت بأحد الشباب السوريين وكان من أهالي كفريا وكانت عائلته تحت حصار التكفيريين لمدة أربع سنوات. كان لديه ذكريات رائعة عن الحياة مع أهل السنة. كان يقول أنني بقيت لأربع سنوات في إحدى الجامعات السورية مع صديقي المقرّب وكان من أهل السنّة. كما كان يعرف كل عائلتي عن قرب وكانت علاقتنا ببعضنا جيدة. الآن ومع أنني نازح إلا أننا مازلنا على تواصل مع بعضنا. بالطبع كان منتقداً للنظام لذلك كان له علاقة بالمعارضين. قبل فترة قال لي قل لعائلتك أن لا يذهبو في اليوم الفلاني إلى حلب لأن شيئاً ما سيحصل. وأنا بدوري أخبرت الجميع بذلك وفي ذلك الأسبوع قام المسلحون بعمليات واسعة في حلب. هذا مجرد مثال يظهر أنه إذا كان هناك علاقات صادقة وأخوية فإننا غير مستعدون أن نريق دماء بعضنا. مع أنه كان ضد النظام إلا أنه كان يثق بنا و يعاملنا بشكل منفصل.
هناك تعلّمنا ولكن لم نصبح سنّة!
وقال أنه بدل أن يكون لدينا مدارس شيعة ومسيحية وسنية منفصلة كنا ندرس في مدارس مناهجها سنّية بالكامل وعصراً كنا نذهب إلى الحسينية ونتعلم عقائدنا الشيعيية بمنتهى الحرية ولم يصبح أيّ منّا سنّي! وبالمناسبة فقد تعرّفنا بشكل أفضل على عقائد الطرف الآخر وعرفنا الشيء الذي يتحسسون منه والذي ساعدنا في حياتنا المشتركة لنفهم بعضنا بشكل أفضل. عندم نفصل كل شيء فإن صوراً تتشكل في أذهاننا ويحصل تباعد ليس معروفاً من أين ينشأ وبالطبع تصبح الحياة صعبة.
كان السنّة يدعمون الشيعة
كان يقول أنه مع بداية الزمة السورية كان أهل السنة في مدينة حمص يدعمون الشيعة. الجيران السنّة كانوا يدعمون الشيعة إلى أن مضى عدة أشهر فجاء أهل السنة أنفسهم وقالوا للشيعة لم يعد هناك مجال لأن القوات الأجنبية قد دخلت على الخط ولم نعد قادرين على تقديم ضمانات بحفظ أرواحكم منهم. لقد كان نوع العلاقة بين السنّة والشيعة في سورية بطريقة يمكنهم فيها الوثوق ببعضهم لولا التدخل الأجنبي.
الشيعة قدّموا ملجأ للسنّة
وعلى الجانب الآخر أيضاً حصلت أحداث جميلة كثيرة. هناك في كفريا مجموعة من أهل السنة من مدينة تفتناز نزحوا خوفاً من التكفيريين بسبب دعمهم للنظام والتجأوا إلينا ونحن قمنا بدعمهم وأعطيناهم مكان للسكن ونحن نتحمل الحصار والجوع جنباً إلى جنب. أو في منطقة الزهراء القريبة من مدينة نبل حيث قامت جمعية «البر» بتوطين أهل السنة الذين نزحوا في ضاحية سكنية كما كانوا شركاء لنا طوال تلك الفترة في الصعوبات الناتجة عن الحصار.