حمولة ...

هناك آيات كثيرة موجودة في القرآن الهدف منها إقامة الوحدة بين الأمة الإسلامية. كل آية في هذا المجال تمتلك أدبيات قوية جداً و تشمل مضامين قوية وعميقة فيما يتعلق بالوحدة الإسلامية. أحد تلك الآيات الآية المعروفة « إنّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم». كلمات هذه الآية ليست كثيرة؛ لكن ما تشتمل عليه من محتوى و مفهوم  كبير للغاية.

* آية الله احمد مبلغي

 

 

* وحدة الأمة فكرة قرآنية عظيمة

من بين المحاور الجدّية للتعاليم القرآنية الوحدة الإسلامية.

 إن حركة السيد جمال الدين أسد آبادي الاجتماعية- الدولية تضم جهوداً أساسية لخلق الوحدة.

بالطبع لم يكن مجرد داعية نحو الوحدة، بل كان يدعو المجتمع نحو القرآن مع عدة مشاريع و برامج كامنة في ذلك. من بين تلك المشاريع كان مشروع الوحدة الاسلامية. يجب الإعتراف أن حركة السيد جمال  تعتبر فضيلة كبرى له و أن جميله في أعناقنا وله حق كبير علينا. لقد جلسنا على مائدة هو من قام بمدّها من اجل الوحدة و الإهتمام بالقرآن.  الوحدة الاسلامية بعنوان واحدة من برامج القرآن الكريم الكبرى، يجب أن نركز عليها بعنوان أكثر المهام أولوية.

 

* عامل مهجورية القرآن هو في الغالب ضعف الجهود التي تبذلها النُّخَب

يجب الإعتراف أن القرآن محبوب لدى الناس، المشكلة تعود إلى ضعف الجهود التي تبذلها النخب في العالم الإسلامي وليس للناس. الناس مستعدون و هو يقبلون القرآن و الدين بشكل فطري، لكن انعدام التنظير فيما يخص تقديم نموذج للتعايش السلمي و فقدان التنظير في سياق حل الإختلافات على أساس الأفكار الإجتماعية الكبرى للقرآن قد جعل العلاقات داخل المجتمع الإسلامي تعاني من أزمة.

 

* ثمان نقاط أساسية حول آية الوحدة  

هناك آيات كثيرة موجودة في القرآن الهدف منها إقامة الوحدة بين الأمة الإسلامية. كل آية في هذا المجال تمتلك أدبيات قوية جداً و تشمل مضامين قوية وعميقة فيما يتعلق بالوحدة الإسلامية.

 أحد تلك الآيات الآية المعروفة « إنّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم». كلمات هذه الآية ليست كثيرة؛ لكن ما تشتمل عليه من محتوى و مفهوم  كبير للغاية.

يوجد ثمان نقاط أساسية حول هذه الآية

 

* النقطة الأولى:

آية الأخوة بقيت مهجورة بشكل كبير

 

* النقطة الثانية:

أساس و إطار تشكّل الوحدة هو الدين وليس المذهب

يقول الإمام علي (ع): «انما انتم أخوان علي دين الله».

مشكلتنا هي أننا نفتقد إلى الوحدة و إذا كانت الوحدة موجودة فإنها تُقام بين أتباع كل مذهب مع بعضهم و هذه مشكلة كبيرة.

لقد جعل المنطق القرآني بناء الأخوة و الوحدة على أساس الدين.

أساس و إطار تشكّل الوحدة هو الدين وليس المذهب يقول الإمام علي (ع): «انما انتم أخوان علي دين الله». مشكلتنا هي أننا نفتقد إلى الوحدة و إذا كانت الوحدة موجودة فإنها تُقام بين أتباع كل مذهب مع بعضهم و هذه مشكلة كبيرة. لقد جعل المنطق القرآني بناء الأخوة و الوحدة على أساس الدين.

 

الدين ذلك الطبق الكبير الذي يجب وضع الوحدة فيه؛ طبق كبير و وسيع بحيث يضم في داخله مذاهب مختلفة. جميع الأشخاص و الأمة الاسلامية بأكملها وكل من دينه الاسلام يجب أن تُقام بينهم الوحدة و تستقر. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نقبل بها؛ لكنا ابتعدنا عن هذا الأمر الواضح و هذه القيمة الإسلامية الكبيرة.

 

* النقطة الثالثة:

وحدة الأمة تواجه أخطاراً كبيرة ومتنوعة و متعددة.

تتعرض الوحدة الاسلامية لأخطار كبيرة. لا شيء كالوحدة يواجه أخطاراً متنوعة و متعددة و مؤذية.

حتى أن الدين نفسه لا يواجه أوضاعاً خطيرة كما هو حال الوحدة.

في كثير من الحالات يكون طريق الخطر الذي يهدد الدين يمر عن طريق الخطر الذي يهدد الوحدة؛ يعني في البداية تزول الوحدة و من ثم يضعف الدين؛ والسبب في هذا أن الوحدة هي ذلك البنيان الذي يقي الدين و يحميه؛ لذلك فإن الوحدة معرضة للخطر أكثر من أي حقيقة دينية أخرى (حتى الدين نفسه أو القرآن).

 

*  النقطة الرابعة

آليات حماية الوحدة

كما أوصى الإسلام بالوحدة فإنه أوصى أيضاً بالعوامل التي تحميها. الإسلام دين متكامل. لا ينبغي أن نتصور أن الدين قد جاء و طرح شيء ثم مضى؛ طرح الوحدة و لكنه لم يوصينا بسبل و طرق حمايتها و لم يقل لنا أي شيء عنها. وبطبيعة الحال هذه الطرق كثيرة و متعددة وأنا سأبيّن منها ثلاثة طرق.

 

الطريقة الأولى: خلق السلام والمصالحة؛

تشير الآية إلى هذا الموضوع: « إنّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم ».هل هذا الحل الآن موجود وفي مكانه؟

أولاً لا يوجد بيننا وحدة كافية و كاملة؛ يجب أن تتشكل في العالم الاسلامي حركة ديناميكية و فعالة يكون هدفها الوحدة؛ حركة جذرية، أساسية، جدّية و متواصلة. حتى لو أوجدنا مثل هذه الحركة فإنه علينا أن نقوم بخلق السلام بين الأخوة. أحياناص نشاهد اختلافاً لكنا نتركه و لا نوليه أي اهتمام؛ نشاهد العمليات الإنتحارية و التفجيرات الدموية لكنا نترك ذلك على حاله! هذا ليس سلوكاً و تصرفاً إسلامياً؛ « فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم ». منطق الإسلام النظر إلى المجتمع، وإلى إيجاد الوحدة و حمايتها. هذا نظر الإسلام.

من الطبيعي أن الشخص الذين يكون مصلحاً و يعمل بهذه الآية «فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم »، أن يكون صالحاً قبل أن يكون مصلحاً. في أي وقت و بناءاص على هذه الآية قمت باللإصلاح بين الأخوة فإنه ينبغي عليك قبلهم أن تراعي الوحدة. فالشخص الذي يتحدث عن الإختلاف و يتسبب به، كيف له أن يعمل في سبيل الوحدة؟ إذاً قبل كل شيء يجب أن نلتزم بالوحدة و نتعطّر برائحتها أو أن نعطّر حركتنا بالوحدة.

عندما تتحدث الآية الكريمة عن موضوع الأخوة فإنها تتحدث مباشرة عن إيجاد السلام و المصالحة بين الأخوة.يدل هذا الأمر على أن الوحدة و التآخي في معرض الخطر، و من هنا فإن الآية الكريمة و قبل أن توصينا بأي شيء أو قضية فإنها توصينا بإيجاد المصالحة: « فأصلِحوا بينَ أخَوَيكُم ».بعبارة أخرى فإن قضية الوحدة تتعرض للخطر، خطر كبير. إذا لم نقم بشكل دائم و مستمر بخلق المصالحة بين الأمة فإن الدين سيضعف وعلى أثر ذلك ستضعف الأمة.

 

إن ما يدعو لأسفنا و حزننا هو توجّه الوحدة الإسلامية نحو الضعف و على أثرها الدين الإسلامي.بالرغم من توصيات الإسلام و تأكيد الرسل و الصالحين السابقين فإن هذا الخطر الكبير قد تجلّى في مجتمعنا الإسلامي الكبير و حدث بالفعل.

 

الطريقة الثانية: المقارنة أو المطابقئ

الطريقة الثالثة: الحوار

 




المستعمل تعليقات