كان للعلامة شرف الدين العاملي في فترة مناهضة الإستعمار حيث تزايدت التفرقة و الإختلافات أنشطة هامة في وحدة المذاهب الاسلامية وخاصة الشيعة و السنة. بعد أن عاد شرف الدين إلى لبنان قام بالمواجهة على جبهتين. الأولى محاربة الإقطاع و الأخرى محاربة الإستعمار. يمكن اعتبار شرف الدين أنه بحق واحد من العلماء الرّواد في مجال الوحدة.
«فَرَّقَتْهُما السياسة، فَلْتَجْمَعْهُما السياسة»
♦كان للعلامة شرف الدين العاملي في فترة مناهضة الإستعمار حيث تزايدت التفرقة و الإختلافات أنشطة هامة في وحدة المذاهب الاسلامية وخاصة الشيعة و السنة. بعد أن عاد شرف الدين إلى لبنان قام بالمواجهة على جبهتين. الأولى محاربة الإقطاع و الأخرى محاربة الإستعمار. يمكن اعتبار شرف الدين أنه بحق واحد من العلماء الرّواد في مجال الوحدة. فأثناء احتلال سورية و لبنان من قبل فرنسا وجه في وجه الإستعمار و أصدر فتوى الجهاد ولهذا السبب حُكم عليه بالإعدام. سافر إلى مصر مرتين، مرة قبل إعلان حكم الإعدام و المرة الثانية بعد أن وجد الفرنسيون أن وجوده في لبنان يشكل خطراً على مصالحهم السياسية و أهدافهم الإستعمارية فلجأ إلى مصر. و هناك كان يدعو الجميع إلى الوحدة ضد الأجانب و هناك أطلق عبارته الشهيرة:
«فَرَّقَتْهُما السياسة، فَلْتَجْمَعْهُما السياسة»
يعني ينبغي على الشيعة والسنة أن يفصلوا السياسة والأهداف السياسية عن بعضها و أن يجمعوا سياستهم مع بعضها. قام الكاتب المصري الشهير «رشيد رضا» بنشر كلامه في مجلة «المنار».
النشاط الإجتماعي فلسطين و سوريه
♦بعد أن عاد السيد من سفره الأول من مصر استمر بنضاله ضد الإستعمار حتى قام الفرنسيون بتكليف شخص ليذهب إلى منزله و يقوم باعتقال السيد وأن يحضر معه الوثائق و العرائض التي كان قد جمعها ضد الإستعمار الفرنسي؛ لكن هذا الشخص قد عاد خالي الوفاض. مرة ثانية تم إحراق منزل شرف الدين على يد عملاء الإستعمار و التهمت النيران مكتبته التي كانت تضم مؤلفات قيّمة غير مطبوعة.
في أواخر عام 1338 هجري خرج من مصر و بما أنه أصبح قريب من وطنه جاء إلى فلسطين و كان له أنشطة اجتماعية في سورية و فلسطين كما كان يهتم بوضع المنفيين اللبنانيين. في تلك الأثناء كانت فلسطين تحت احتلال الإنكليز. وبما أن ابن خال شرف الدين كان ملاحقاً من قبل الإنكليز كان يحظى باحترام الفرنسيين فاستطاع أن يتوسط له ويلغي حكم إعدامه، هذا الأمر كان السبب في أن يتمكن شرف الدين العودة إلى الوطن.
صلاة الجماعة في المسجد الحرام
♦في عام 1340 استعد للسفر إلى الحج حيث انطلق من بيروت بسفينة بصحبة عدد من أصحابه نحو بيت الله. في السعودية لاقى ترحيباً واسعاً من قبل المسؤولين الحكوميين و ممثل الملك السعودي آنذاك «الملك حسين». كان موسم الحج في ذلك العام من أروع المواسم التي شهدتها مكة حتى ذلك اليوم بسبب حضور شرف الدين. فقد شارك مع الملك حسين بمسح غبار الكعبة و تعطيرها وأقام بطلب منه صلاة الجماعة في المسجد الحرام. كانت هذه أول صلاة جماعة تُقام في المسجد الحرام بإمامة عالم شيعي حيث صلّى جميع المسلمين خلفه بما فيهم الشيعة و السنة. هذا الأمر الهام من كرامات شرف الدين وكذلك من آماله القديمة في أن يصلّي الشيعة و السنة في صف واحد وفي قبلة مسلمي العالم دون تقية و دون خوف من أي أحد ليقيم الأخوة صلاة الجماعة بطريقة أهل البيت عليهم السلام.
إنشاء المدارس الإسلامية
♦أحد أعمال العلّامة شرف الدين في سبيل الوحدة بين أهل السنة والشيعة كانت في يوم ولادة الرسول (ص) حيث كان يحتفل بميلاد الرسول في الثاني عشر من ربيع الأول و عندما كانت مراسم الإحتفال تنتهي في مسجده و منزله كان يذهب إلى احتفالات أهل السنة وكان يشارك معهم في إقامة هذا الإحتفال.
من أكبر الأعمال الإصلاحية التي كان يقوم بها السيد عبد الحسين شرف الدين في لبنان في سياق محاربته الإستعمار تأسيس مدارس إسلامية حيث كان يعلّم فيها مجاناً شباب و فتيات المسلمين الدروس الجديد و المعارف الإسلامية. تم بناء هذه المدارس لمواجهة المدارس التبشيرية و المدارس الحكومية التي كانت تُدار بطريقة غربية.
مؤيد لحركات التحرر و الحركات الثورية
♦العلامة السيد عبدالحسين شرف الدين من موقعه كمصلح للمسلمين و قائد سياسي عقائدي للشيعة و الأفضل ان نقول مسلمي لبنان لم يكن باستطاعته التغاضي عن القضايا السياسية لبقية الدول الإسلامية، لذلك كان دائماً يؤيد حركات التحرر و الحركات الثورية في البلاد الاسلامية. لقد كان من بين المشجعين و المناصرين للحركة العربية في مصر و تأميم قناة السويس في عام 1956 ميلادي.
تم تأميم صناعة النفط الإيرانية في عام 1370 ه ق. كان شرف الدين على علم كامل بهذه الحركة و مقاصدها و أهداف قادتها في إيران كما وضع الشعب اللبناني أيضاً في سياق هذه الحركة الوطنية. لدرجة أنه أثناء سفر «آية الله كاشاني» إلى لبنان (1331 ه ش) ولقائه العلامة شرف الدين قام الشعب اللبناني باستقباله استقبالاً رائعاً، كما أظهر آية الله كاشاني دهشته من إلمام الشعب اللبناني بقضايا إيران.
الشهيد نواب الصفوي ضيف العلامة
♦قام «الشهيد نواب الصفوي» في عام 1953 وفي ذروة نضال «فدائيي الإسلام» بزيارة الدول العربية وفي طريقه من اجل المشاركة في مؤتمر القدس نزل ليلة ضيف على العلامة شرف الدين حيث أجرى معه مباحثات حول القضايا السياسية و الإجتماعية الهامة للعالم الإسلامي.
بعد أن قضى السيد عبدالحسين شرف الدين عمره سعياص في سبيل وحدة المسلمين و محاربة الإستعمار و ترك آثار متعددة في معرفة مذهب الشيعة و الدعوة إلى وحدة المسلمين فارق الدار الفانية في عام 1377 ه ق في لبنان حيث تم دفنه في النجف الاشرف بجوار جده الكبير الإمام علي(ع).