من أي فئة كان العلامة الكبير آية الله الأميني، مؤلف كتاب الغدير و كيف كان يفكر؟ هل يري سماحته فقط الوحدة الإسلامية من دائرة التشيع ام من دائرة الاخوة الاسلامية ؟ أم يري أن مسئلة الوحدة الاسلامية أوسع من ذلك تضم كل من نطق بالشهادتين فتكون الأخوة التي صرح بها القرآن الكريم ؟.

    للأسف فإننا نشهد اليوم في العالم الإفتراضي أنشطة لبعض الأشخاص بعنوان أنشطة دينية تصب في سياق إلحاق الأذى بأجواء الأخوّة و الوحدة الإسلامية و يسعون من أي طريق القيام بتبرير عملهم الخاطيء. من بين تلك الأنشطة الإستخدام المجتزأ لسيرة و كتب الشخصيات و كبار الشخصيات الدينية، حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بطريقة مذهبية باستغلال تلك الشخصيات من أجل بث التفرقة بين المسلمين. العلامة عبد الحسين الأميني(ره) مؤلف كتاب الغدير القيّم واحد من أكابر ليس عالم التشيع فقط بل والعالم الإسلامي و واحد من الشخصيات المشهورة والمعروفة حيث جعله هؤلاء المتطرفين مستمسكاً لهم. بحيث يتبادر هذا السؤال إلى ذهن المخاطب وهو: "هل كان العلّامة الأميني(ره) معارضاً للوحدة؟" لذلك سنورد فيما يلي مقتطفات من مقالة الأستاذ الشهيد مطهري بعنوان الغدير و الوحدة الإسلامية ليتضح جواب هذا السؤال. •من أي فئة و كيف كانت طريقة تفكيره؟ جاء الدور لكي نتعرف علي الشيخ العلامة اميني رحمة الله عليه مؤلف كتاب الغدير ونتعرف علي جزء صغير من آرائه حول الوحدة الاسلامية وإتحاد االمسلمين ..هل يراها سماحته فقط الوحدة الإسلامية من دائرة التشيع ام من دائرة الاخوة الاسلامية ؟ أم يري أن مسئلة الوحدة الاسلامية أوسع من ذلك تضم كل من نطق بالشهادتين فتكون تلك الأخوة التي صرح بها القرآن الكريم ؟. العلامة الأميني كان مهتماً للغاية بهذه النقطة والتي ينبغي علينا إيضاح رأيه فيها وهي السؤال التالي: ما هو دور الغدير في الوحدة الإسلامية، هل هو دور إيجابي أم سلبي؟ولأجل أن لايقع موضع استغلال المعارضين له سواء أولئك الذين أظهروا تواجدهم في الجبهة المعارضة أم أولئك الذين تموضعوا في جبهة الموافقين له، قام سماحته بتوضيح وشرح وجهة نظره مراراً وتكراراً . لقد كان العلامة الأميني أحد داعمي الوحدة الإسلامية، وكان يفكر وينظر لهذا الأمر من خلال فكر عميق ونيِّر. مؤيد للوحدة الإسلامية العلامة اميني رحمة الله عليه كان يعتقد ويؤمن بضرورة الوحدة الاسلامية واتحاد المسلمين .من هنا نقف علي بعض النقاط التي اشار اليها رحمه الله في كتابه القيم الغدير .نسأل المولي عزوجل أن يوفقنا في إختيارها : ففي مقدمة الجزء الاول اشارة صغيرة الي أن الغدير له دور في العالم الاسلامي مستقبلاِ…يقول رضوان الله عليه: نحن نعد ونحسب انفسنا في خدمة الدين الاسلامي واعلاء كلمة الحق وإحياء الامة الاسلامية . جاء في الجزء الثالث ي صفحة ۷۷تحت عنوان (نقد وإصلاح) : الأكاذيب والتهم الباطلة هي التي تذرع بذرة الفساد والفتن وتولد العداء وتشتت وتشق شمل جماعة المسلمين فيتعارض ذلك مع مصلحة المسلمين).

الأكاذيب والتهم الباطلة هي التي تذرع بذرة الفساد والفتن وتولد العداء وتشتت وتشق شمل جماعة المسلمين فيتعارض ذلك مع مصلحة المسلمين).
  •لا يعتقد بالفرق بين الشيعة و السنة  وفي الجزء الثالث الصفحة 268ينقل تهمة السيد رشيد رضا القائمة على أن «الشيعة يفرحون بأية هزيمة تصيب المسلمين لدرجة أنهم قد احتفلوا في إيران بانتصار الروس على المسلمين» ويقول: « لا علم لشيعة إيران والعراق الذين يتهمهم محمد رشيد رضا بهذا الاتهام بشكل أساسي، وكذلك المستشرقون والسياح وممثلوا الدول والبلدان الإسلامية وغيرهم ممن كانوا يترددون إلى العراق وإيران لا علم لكل هؤلاء بما يدعيه محمد رشيد رضا. الشيعة بلا استثناء، يُكنون الاحترام لنفس ودم وكرامة ومال عموم المسلمين سواءٌ أكانوا شيعةً أم سنة. كان الشيعة على الدوام يعتبرون أنفسهم صاحبي عزاء في أي مصيبة حلت بالعالم الإسلامي بغض النظر عن المنطقة أو الفرقة التي ينتمي لها هؤلاء المسلمون.» لم يُقيِّد الشيعة في وقت من الأوقات الأخوة الإسلامية التي صرَّح القرآن الكريم والسنة النبوية بها بالوسط الشيعي. ولا يعتقدون بوجود أي فارق بين الشيعة والسنة في هذا الأمر •هدفنا من نقل و نقد هذه الكتب وفي نهاية المجلد الثالث، وبعد انتقاده لمجموعة من كتب المتقدمين، مثل العقد الفريد لابن عبد ربه، الانتصار لأبي الحسين خياط المعتزلي، الفَرقُ بين الفِرق لأبي منصور البغدادي، الفصل لابن حزم الأندلسي، الملل والنحل لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني، منهاج السنة لابن تيمية، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير وبعض الكتب الأخرى للمتأخرين منها تاريخ الأمم الإسلامية للشيخ محمد خضري، فجر الإسلام لأحمد أمين، الجولة في ربوع الشرق الأدنى لمحمد ثابت مصري، الصراع بين الإسلامية والوثنية للقصيمي، والشيعة لموسى جار الله. بعد انتقاده لهذه الكتب يقول سماحته: "هدفنا من إيراد وانتقاد هذه الكتب، هو أن ندق ناقوس الخطر محذرين الأمة الإسلامية ونوقظها لكي تنتبه أن هذه الكتب هي أكبر خطر يهدد  المجتمع الإسلامي، لأنها تعمل على زلزلة الوحدة الإسلامية، وتشتيت صفوف المسلمين، لا يوجد شيء على الإطلاق يعمل على تفريق صفوف المسلمين والقضاء على وحدتهم وقطع حبال الإخوة الإسلامية فيما بينهم أكثر من هذه الكتب"   •انَّ الدّينَ عِندَ اللَّهِ الْاسْلامُ تحت عنوان "نظرية كريمة" يشرح العلامة الأميني في مقدمة المجلد الخامس رأيه فيما يتعلق بهذا الموضوع بشكل كامل، ولا يبقي أي مجال للشك، يقول سماحته: "العقائد والآراء حول المذاهب الإسلامية هي آراء حرة، ولا تفسد أبداً حبل الأخوة الإسلامية التي وصفها القرآن الكريم بـ"إنما المؤمنون أخوة"، حتى لو وصل عمل البحث العلمي والجدال الكلامي والمذهبي إلى أوجه، هكذا كانت سيرة السلف وعلى رأسهم الصحابة والتابعين." نحن المؤلفون والكتاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الإسلامي، وعلى الرغم من كل الاختلافات الموجودة في الأصول والفروع فيما بيننا، لدينا عامل موحد وجامع مشترك وهو الإيمان بالله ونبيه. ولذلك فإنه من المحتم أن لدينا جميعاً روح وعاطفة تحكم فينا وهي روح الإسلام وكلمة الإخلاص." نحن المؤلفون الإسلاميون نحيا جميعاً تحت لواء الحق ونقوم بأداء واجباتنا تحت قيادة القرآن ورسالة النبي الأكرم. رسالتنا جميعاً هي التالية : "إن الدين عند الله الإسلام" وشعارنا جميعاً "لا إله إلا الله ومحمد رسول الله". نعم إننا حزب الله والمدافعون عن دينه..»   •دور الغدير في الوحدة الاسلامية يلج العلامة الأميني في مقدمة المجلد الثامن وتحت عنوان "الغدير يوحد الصفوف في الملأ الإسلامي" مباشرة بحث دور الغدير في الوحدة الإسلامية. يقول سماحته في هذا الإطار، مفنداً الاتهامات التي يوردها البعض على أن الغدير يعمل على نشر الفرقة بين المسلمين، وعلى العكس يثبت سماحته، أن الغدير يقوم بإزالة الكثير من موارد سوء الفهم، ويعمل على التقريب فيما بين المسلمين. وهنا يقوم العلامة الأميني بعرض آراء بعض العلماء المسلمين من غير الشيعة حول هذا الموضوع وفي النهاية، ينقل سماحته رسالة الشيخ محمد سعيد دحدوح حول هذه المناسبة. ونحن بهدف الاختصار وعدم الإطالة، سوف نغض الطّرف عن نقل وترجمة كل كلام العلامة الأميني تحت العنوان أعلاه والذي جاء جميعه بهدف إيضاح وشرح الدور الإيجابي الذي يلعبه الغدير في الوحدة الإسلامية، وذلك لأن ما نقلناه كافٍ لإثبات ما نبتغيه. يتجلى دور الغدير الإيجابي في الوحدة الإسلامي من خلال: أولاً في كونه يوضح المنطق المبرهن الذي يتبناه الشيعة، ويثبت أن ميول حوالي مئة مليون مسلم نحو التشيع خلافاً لكل الدعايات المسمومة التي يروج لها البعض لم يكن وليد حركات سياسية أو عرقية ، بل أن هناك منطقاً قوياً يستند إلى القرآن والسنة عمل على إيجاد هذا الميول. ثانياً يعمل الغدير على إثبات أن بعض الاتهامات التي وجهت للشيعة عملت على إبعاد بقية المسلمين عن الشيعة، من هذه الاتهامات أن الشيعة يفضلون غير المسلمين على المسلمين غير الشيعة وأنهم يفرحون بهزيمة المسلمين غير الشيعة على يد غير المسلمين، أو أنهم يذهبون للزيارة بدلاً من الحج، أو أنهم يفعلون كذا في الصلاة ويفعلون كذا في الزواج المؤقت، بشكل عام هي أكاذيب لا تمتُّ إلى الواقع بصلة. ثالثاً نفسه أمير المؤمنين علي عليه السلام والذي يعتبر الشخصية الإسلامية العظيمة الأكثر مظلومية ومجهولية بإمكانه أن يصير قدوة لجميع المسلمين، وكذلك يقوم الغدير بتعريف العالم الإسلامي على ذرية علي عليه السلام الطاهرة.   •انطباع الآخرين عن «الغدير» إن الصورة التي كونها الكثير من العلماء المسلمين غير الشيعة المنصفين عن "الغدير" هي نفسها الصورة التي أشرنا إليها سابقاً.     يقول الكاتب المصري محمد عبد الغني حسن، في تقريظه لكتاب الغدير في مقدمة المجلد الأول الطبعة الثانية: « أسأل الله أن تكون بركة مائكم العذب الزلال (في إشارة منه إلى معنى كلمة الغدير في اللغة العربية) سبباً للسلام والصفاء بين الأخوة الشيعة والسنّة لكي يتمكنوا من وضع أيديهم في أيدي بعضهم البعض لبناء الأمة الإسلامية.»     كتب عادل الغضبان مدير مجلة "الكتاب" المصرية في مقدمة المجلد الثالث يقول: « هذا الكتاب، يسلط الضوء على منطق الشيعة ويمكن لأهل السنة من خلال هذا الكتاب أن يتعرفوا على الشيعة بشكل صحيح. التعرف على الشيعة بالشكل الصحيح بإمكانه التقريب بين آراء الشيعة والسنة، وتشكيلهم مع بعضهم البعض صفاً واحداً.»    كتب الدكتور محمد غلاب، أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، في تقريظه لكتاب الغدير في مقدمة المجلد الرابع: « وصلني كتابكم في وقت مناسب للغاية، لأنني الآن منهمكٌ في جمع وتأليف كتاب عن حياة المسلمين من جوانب متعددة، ولهذا أتمنى أن يكون لدي معلومات صحيحة عن الشيعة الإمامية. كتابكم سوف يساعدني في تحقيق هذا الأمر وأنا لن أخطئ بحق الشيعة كما أخطأ الآخرون.»    الدكتور الحلبي عبد الرحمن كيالي بدوره كتب في تقريظه لكتاب الغدير في مقدمة المجلد الرابع وبعد إشارته لإنحطاط المسلمين في العصر الحالي وتحدثه عن العوامل التي من شأنها إنقاذ المسلمين، وبعد إشارته إلى أن التعرف على وصي النبي الأكرم (ص) بشكل صحيح هو واحد من هذه العوامل، يقول الدكتور الكيالي: « كتاب الغدير ومحتوياته الغنية، شيء يستحق أن يطلع عليه كل مسلم، لكي يعرف كيف قصَّر المؤرخون، وأين هي الحقيقة. نحن عن طريق هذا الكتاب يجب علينا تعويض الماضي وأن نجتهد في سبيل اتحاد المسلمين لننال الأجر والثواب الإلهي.» نعم هذه كانت وجهة نظر العلامة الأميني بالنسبة للقضية الإجتماعية الأهم في عصرنا هذا، وهذا هو انعكاس عمله الصالح هذا في العالم الإسلامي. رضوان الله عليه.